استنكرت مجموعة من سكان أحياء الصفيح القاطنين بدوار السكويلة بالدار البيضاء إقصاءهم من الاستفادة من عملية السلام أهل الغلام لإعادة إسكان وإيواء القاطنين بدور الصفيح، وطالبوا وزير الداخلية وكل الجهات العليا المعنية بفتح تحقيق نزيه وعاجل للتدقيق في الاختلالات التي تشوب عملية الاستفادة، وذلك بتشكيل لجنة مركزية. وأكد المتضررون، في عريضة استنكارية مذيلة بتوقيعاتهم توصلت «المساء» بنسخة منها، أنهم لم يعلموا لحد الآن بطبيعة المعايير «المعنوية» التي تحكم الاستفادة، والتي جعلت أشخاصا لا علاقة لهم بدور الصفيح يستفيدون، ودون معرفة الإطار الذي حكم ذلك، في حين تم إقصاء أسر عاشت لسنوات طويلة بدوار السكويلة واحترقت تحت لهيب القصدير، وفتحت عيونها صباحا ومياه الأمطار تطوقها من جميع الجهات، بل منهم من رأى النور به وترعرع وأنجب أطفاله به دون أن تكون له الأحقية في الاستفادة لوجود أسباب حجبت عنه ذلك، غير أن أسبابا أخرى فسحت المجال أمام آخرين «غرباء»، وأن فتح تحقيق معمق ونزيه، يؤكد الموقعون، كفيل بالوقوف على حجم الاختلالات التي جعلت المشروع مشوبا ب«التعثر» والاختلال. واعتبر الموقعون أن عملية إعادة الإسكان كانت على أساس أن يتم دمج أسرتين في بقعة مساحتها الإجمالية 84 مترا مربعا وليس دمج عائلتين، كل عائلة تتوفر على أزيد من «حالتين مدنيتين»، وهو ما ولَد العائلات المركبة التي اعتبرتها السلطات المسؤولة، تؤكد العريضة نفسها، «مشكلا»، بل شماعة علقت عليها جميع الأخطاء وباقي الاختلالات، حسب المتضررين. وعبر المقصيون من عملية السلام أهل الغلام عن تشبثهم بمطلب فتح تحقيق عاجل في موضوع إقصائهم، حيث مازالوا يعانون ما أسموه في العريضة نفسها «التماطل والتسويف» وفي سياق متصل أكد بعض السكان الذين استفادوا من عملية السلام أهل الغلام أنهم يعانون كثيرا بسبب غياب الماء والكهرباء، كما أن العديد من الاختلالات توجد، من قبيل وجود أقبية بالمنازل رغم أنها لا توجد في التصاميم، كما يعاني السكان من تفشي الجريمة في المنطقة، بالإضافة إلى العزلة التي تفرض عليهم بسبب غياب وسائل النقل.