ترددت السلطات المحلية والإقليمية بتيزنيت كثيرا في الترخيص لمنظمي الدورة السادسة لمهرجان جائزة «الحاج بلعيد» التي تحتضنها المدينة في مثل هذا الوقت من كل سنة، وذلك بسبب تخوفها من التأثيرات السلبية للأحداث الواقعة بسيدي إفني. وأكدت مصادر «المساء» أن عمالة الإقليم وباشوية المدينة أجرت عدة اتصالات مع مسؤولين بالمجلس البلدي لتيزنيت، وأعضاء باللجنة المنظمة، من أجل تأجيل المهرجان إلى أن تهدأ الأجواء الأمنية بالإقليم وتنهي لجنة التقصي المرتقبة أشغالها بمدينة إفني، لكن القائمين على التظاهرة أصروا على تنظيمها في التاريخ المحدد لها، وأكدوا اتخاذهم لكافة الإجراءات القانونية والتنظيمية، واستعدادهم لتنظيمها في أحسن الظروف، وأضافت المصادر أن لقاء أمنيا عقد بمقر الباشوية ظهر أول أمس (الثلاثاء)، جمع المنظمين بعدد من مسؤولي الأمن والسلطات المحلية بالمدينة، واتفقوا على عدد من الإجراءات التنظيمية والتقنية لتفادي أية انفلاتات غير متوقعة. وفي هذا السياق، أكد محمد الخطابي، رئيس الفرع الجهوي للنقابة المغربية للمهن الموسيقية، أن «مسألة التأجيل بالنسبة إليه غير واردة وغير مقبولة»، وأضاف في تصريح ل«المساء» «الإعداد للتظاهرة دام أكثر من 6 شهور، ونحن بصدد اتخاذ الخطوات التنظيمية الأخيرة، وليست هناك أية إجراءات أو ترتيبات استثنائية خارج المألوف، وأعتقد أن الساكنة المحلية التي تعتبر المهرجان مكسبا لهذه المنطقة، ستساعدنا على إنجاحه في أحسن الظروف»، وبخصوص الغلاف المالي المخصص للتظاهرة، أوضح الخطابي بأنه «يبلغ 90 ألف درهم، منها 50 ألف درهم خاصة بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، و40 ألف درهم خاصة بالمجلس الجهوي لسوس ماسة درعة». ومن المنتظر أن تستقطب التظاهرة الفنية التي تنظم في سياق تخليد اليوم العالمي للموسيقى، جماهير غفيرة تقدر بالآلاف من ساكنة المدينة والإقليم، حيث ستفتتح بعد ظهر غد الجمعة بمسابقة للمواهب المحلية، وسهرات فنية بساحة المشور، يشارك فيها عدد من الأسماء الفنية المعروفة في الساحة الأمازيغية، كما ستنظم ندوة فكرية حول «الأغنية الأمازيغية والعولمة» يشارك فيها عدد من الدكاترة والأساتذة المختصين، بالإضافة إلى حفل توقيع كتاب «المجموعات الغنائية العصرية السوسية» لمؤلفه أحمد الخنبوبي، ويتخلل التظاهرة حفل تكريم الفنانين «مبارك أيسار» و«جامع إزكي» المصابين بأمراض مزمنة، على أساس أن تسلم جائزة المهرجان في دورته السادسة للفنانة «فاطمة تحيحيت».