قبل سنة، ولدى خروجه من قصر الإليزيه، استقر الرئيس شيراك وزوجته بيرناديت بشقة فاخرة بقلب باريس العتيقة، تطل على نهر السين وقصر اللوفر، وضعتها رهن إشارتهما أسرة رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري. وقد أوضحا آنذاك ردا على فضول الصحفيين أنه «نظرا لالتزاماتهما العديدة، فإن شيراك وعقيلته لم يجدا الوقت الكافي للبحث عن شقة، وهما يقطنان حاليا، وبصورة مؤقتة، بالشقة التي أعارها لهما أيمن الحريري الابن الثاني للراحل». ومن فرط تواضعهما ورفضهما التمظهر وحياة البذخ، ذهبا إلى حد التوضيح أن الشقة تقع على مساحة 180 مترا مربعا فقط. ولأن فضول الصحفيين لا حدود له، فقد تبين لهم، من خلال السجل العقاري، أنها شيدت على مساحة 403 أمتار مربعة دون احتساب شقة صغيرة ملحقة وموقف للسيارات. وبخصوص الطابع المؤقت للإقامة، فقد مرت سنة ويزيد دون أن يعثر الزوجان على شقة، علما بأنهما يملكان شقة جميلة بالقرب من حدائق اللوكسمبورغ يأخذان عنها أجر الكراء، وعلما أيضا بأن الرئيس شيراك يتقاضى راتب التقاعد الرئاسي وراتب العضوية بالمجلس الدستوري لا يقلان شهريا عن 30 ألف أورو (34 مليون سنتيم). وفي اتصال بمدير الشركة العقارية لمعرفة أسباب بقاء الرئيس بالشقة، أجاب بلطف أن السيد الحريري يعير شقته لمن يشاء وللمدة التي يشاء. والشقة تم شراؤها سنة 2001 بمبلغ 4،4 ملايين أورو (أزيد من خمسة ملايير سنتيم)، ويقدر مبلغ كرائها بثمن السوق الحالي ب20 ألف أورو شهريا. ويتضح من خلال هذا السخاء أن أسرة الحريري لم تقتحم فقط عالم السياسة، بل أضافت إليه عالم الإسمنت والعقار بامتلاكها مجموعة من شركات البناء. وقد أمضى لها الرئيس شيراك، من خلال موقعه كعمدة لباريس، عدة رخص لتشييد مجموعة من الفنادق والشقق على ضفاف نهر السين، تدر اليوم من الأرباح ما يكفي لتقديم الشكر إلى عائلة شيراك المحتاجة.