بعد اعتقال عدد من العناصر التي تقدم على أنها من أخطر المجرمين بفاس، في ظرف لم يتجاوز الشهر، شكلت ولاية أمن فاس، بداية شهر يونيو الجاري، فرقة خاصة لوضع اليد على عناصر شبكة أخرى يقال إنها لا تقل خطورة عن شبكات كل من «لكرع» و»الدباح» في تنفيذ الاعتداءات على المواطنين. وجاء تشكيل هذه الفرقة التي كلفت بتفكيك شبكة «أحمد. إ»، بناء على معلومات توصلت بها ولاية أمن فاس تفيد بأن «زعيم» الشبكة بدأ في الآونة الأخيرة يتردد على محل سكنى عائلته بحي لابيطا ظهر الخميس بمنطقة المرينيين الشعبية، بعدما فر إلى بلدة عين الشكاك بضواحي المدينة بعيدا عن أعين رجال الأمن. وقد سبق لعناصر من الشرطة القضائية في نهاية شهر ماي الماضي أن اقتحمت إحدى «خمارات» نادي المغرب الرياضي الفاسي، في وقت متأخر من الليل، وذلك بعد توصلها بإخبارية تفيد بأن بعض المبحوث عنهم والمنتمين إلى هذه الشبكة يتواجدون بهذه «الخمارة» وسط المدينة. وزرعت هذه المداهمة التي شارك فيها رئيس الشرطة القضائية ولم تسفر عن أي اعتقال، هلعا في صفوف زبناء هذا النادي، واضطر عدد منهم إلى مغادرة المكان على التو، بعدما أيقظته العملية وهو في غمرة النشوة. وضربت الفرقة الأمنية الخاصة، في ليلة 5 يونيو الجاري، «طوقا» أمنيا على سكنى عائلة «أحمد»، وتمكنت من اعتقاله، وهو في حالة سكر طافح، وأحالته على مقر الولاية، ولم تبدأ معه التحقيقات إلا بعد صحوته من السكر، وقدم في حالة اعتقال إلى محكمة الاستئناف بفاس، رفقة حوالي 6 أعضاء من شبكته، بتهم تتعلق بتعدد قضايا الضرب والجرح بالسلاح الأبيض والابتزاز وعرقلة حرية العمل، خاصة في عدد من الملاهي الليلية التي يتهم بالوقوف وراء تنفيذ اعتداءات بها. ازداد «أحمد. إ»، بفاس سنة 1968، وكبر في أحد أحيائها الشعبية، وزاول مهنا «هامشية» لم تقنعه بالاستمرار فيها، فقرر، وهو العاطل عن العمل، اقتحام عالم الانحراف، رفقة أعضاء آخرين اتهموا بالعمل تحت إمرته لتنفيذ اعتداءاتهم على المواطنين، وعدد من المحلات. ولم تمنعه العقوبات السجنية التي قضاها، من مواصلة مساره. فقد غادر السجن مؤخرا، لكنه عاد مجددا إلى عالم الانحراف واتهم، في محاضر رسمية، بمواصلة اعتداءاته، رفقة الخلية التي كونها، والاستمرار في عمليات الابتزاز والسرقة وبيع المخدرات. وتتكون شبكته من أعضاء يحملون أسماء غريبة، وجلهم وتم اعتقالهم، في حين تواصل السلطات الأمنية البحث عن متهم في نفس الشبكة لا يزال في حالة فرار. وسقط ضمن أفراد الشبكة كل من «المراكشي» و«الراصا» و«سانشوا» و«السيمو». وقد سبق لولاية أمن فاس أن اعتقلت، في الآونة الأخيرة، عددا من الأسماء التي يروع ذكرها ساكنة المدينة، ومنها «لكرع» الذي ووجه بحوالي 173 محضرا، ضمنها تهم تتعلق بالتخطيط لاعتداءات استهدفت وكالات بنكية في الدارالبيضاء، والاعتداء على تاجر كبير للذهب، وتنفيذ سرقات في الدراجات النارية لأبناء الأغنياء. كما اعتقل، على خلفية هذه الحملة، شخص يلقب ب«الدباح»، في وقت متأخر من الليل، بالقرب من شركة مرجان سايس، وهو في حالة تلبس ببيع الخمور بدون ترخيص، ومعه فتاة قاصر أقر بأنه على علاقة جنسية معها، وبأنه كان يرغب في الزواج منها. وكان هذا المتهم، في طفولته، يرعى الغنم بالضواحي، لكنه بعد ذلك تحول عن هذه المهنة لينخرط في عالم الانحراف. ويقطن «الدباح» بحي عشوائي أدخل في الآونة الأخيرة إلى المدار الحضري لمدينة فاس. وإلى جانب اتهامه بترويج الخمور المهربة بدون ترخيص في مدخل المدينة، فإن أعضاء من شبكته يقفون وراء تدبير عدد من «باركينات» المدينة. وقد اتهمه مستشار اتحادي، في شكاية موجهة إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بفاس، مؤخرا، بالاعتداء عليه وتهديده بفبركة ملف الاتجار في المخدرات. وقال عبد القادر حجاري، المستشار الاتحادي بجماعة أولاد الطيب، في شكايته، إن «الدباح» استولى على قطع أرضية ليست له بغرض تحويلها إلى بناء عشوائي في مدخل فاس عبر المطار.