قادت عملية روتينية للتأكد من هوية سائق سيارة من نوع مرسيدس، رجال الدرك بمركز الوردزاغ، بإقليم تاونات، منتصف الأسبوع الماضي، إلى إسقاط القناع عن شخص ينتحل صفة ضابط بالتجريدة المغربية للقوات المسلحة بكوسوفو، وهو بلباس عسكري مزور. فقد أوقف «ل.ع»، وهو في سن الخمسين، في حاجز طرقي، وهو على متن سيارته التي تحمل لوحة أرقام إسبانية، للتأكد من هويته في منطقة تعرف بكثرة حواجزها بسبب حالة الاستثناء التي تفرضها مراقبة «تهريب المخدرات». لكن ارتباك الضابط، الذي أخبر رجال الدرك بأنه في عطلة موسمية، دفع هؤلاء إلى مطالبته بالإدلاء بوثائقه. ومن ضمن الوثائق التي أدلى بها بطاقة مهنية للقوات المسلحة الملكية تحمل صورته ورتبة رقيب أول، وأخرى تابعة للأمم المتحدة تحمل صورته وتشير إلى أنه أحد عناصر القوات الأممية المرابطة بكوسوفو، بالإضافة إلى بطاقة تبين انتسابه إلى الشرفاء الأدارسة بالمغرب. ولاحظ رجال الدرك، إثر تعميقهم النظر في هذه الوثائق، أنها تحمل علامات تزوير، مما قاد إلى الاحتفاظ به «رهن الاعتقال الاحتياطي» في حاجزهم الطرقي، وبجانبه شخص آخر وفتاتان، إلى حين التوصل بالمعطيات الكاملة عنه. وهي المعطيات التي لم تتأخر كثيرا. وتبين لاحقا أن الشخص ينحدر من منطقة أولاد آزم بجماعة بوعادل بتاونات. وتم اصطحاب الجميع إلى مركز الدرك لتعميق البحث معهم. ومكن تفتيش سيارته من العثور على وثائق أخرى مزورة، من بينها وثائق السيارة التي كان يسوقها، إلى جانب بطاقة مهنية لرجل وقاية مدنية برتبة رئيس فرقة تابعة للقيادة الجهوية بمدينة فاس. وتم حجز عدد من الشواهد الإدارية كذلك، من ضمنها شواهد الضعف، وذلك إلى جانب عدة وكالات لبيع وشراء السيارات موقعة على بياض، وأختام إدارية مزورة، أحدها في اسم قائد بإحدى مقاطعات مدينة سلا. والغريب أن عملية «مداهمة» السيارة أسفرت عن العثور عن مفتاح خاص بالأصفاد، بالإضافة إلى 30 قنينة من الجعة ولتر من النبيذ الأحمر. وصدر قرار باعتقاله مع مواصلة تعميق البحث في ملابسات انتحال الصفة، والتنقل تحت يافطة مهنة يحميها القانون ولها حساسية خاصة. وانتقل فريق من الدركيين إلى منزله بمنطقة بوعادل لإجراء عملية تكميلية للتفتيش. وأسفرت هذه العملية عن حجز أجهزة للطباعة وحاسوب، يرجح أن الظنين كان يستعملها في استخراج الوثائق المزورة. وعثر بمنزله كذلك على كميات إضافية من الكحول والنبيذ. وقررت المحكمة الابتدائية بتاونات الإبقاء عليه رهن الاعتقال الاحتياطي ومواصلة التحقيق في قضيته، مع إحالة سيارته على إدارة الجمارك بفاس.