رفضت غرفة المشورة في استئنافية سطات، في جلسة أول أمس الاثنين، الطعن المقدَّمَ ضد قرار قاضي التحقيق في الغرفة الثانية، والذي رفض، يوم الخميس الماضي، منح السراح المؤقت للموظف التابع لجماعة ريما، والملحَق بقيادة «أولاد سيدي بن داوود»، والذي يوجد رهن الاعتقال في مركز الإصلاح والتهذيب في سطات، بعد أن جاء في تصريحات عناصر العصابة، أثناء التحقيق التفصيلي التمهيدي، أن الموظف هو من طلب منهم إضرام النار في خيام للفروسية، في الصيف الماضي، في جماعة «كيسر»، وأن ذلك كان بإيعاز من برلماني في الجهة، قبل أن تتراجع عناصر العصابة عن اعترافاتها، معتبرةً أن ما جاء في المحاضر التفصيلية هو من نسج الخيال. وأكدت مصادر «المساء» أن رفض السراح المؤقَّت للموظف يعني إبقاءه رهن الاعتقال الاحتياطي لمدة أطول وإلى حدود إنهاء قاضي التحقيق التحرياتِ المتعلقةَ بالمنسوب إلى عناصر العصابة، بعد أن وقع تضارب وتناقض في تصريحاتهم. ويعني الإبقاء على الموظف رهن الاعتقال ورفض الطعن في قرار قاضي التحقيق أن النيابة العامة ستستمر في نهجها للدفع بطلب رفع الحصانة عن البرلماني ومثوله أمام الدرك الملكي، من أجل التحقيق في المنسوب إليه. ويُذكَر أن عناصر عصابة «جمعة فوكو» في سطات كانوا قد تراجعوا عن تصريحاتهم المتعلقة بإقحام اسم البرلماني في عملية إضرام النار، والتي سبق أن أفادوا فيها، خلال التحقيقات التي قادتها عناصر الفصيلة القضائية التابعة للقيادة الجهوية للدرك الملكي في سطات، بأن إضرام النار كان بإيعاز من برلماني في جهة الشاوية -ورديغة، قبل أن ينكروا، في ما بعد، معرفتَهم بالبرلماني، جملة وتفصيلا، وكذا بالموظف الذي سبق أن صرحوا بأنه هو من توسط في العملية، وهو من سلم كل واحد منهم مبلغ 1000 درهم على سبيل التسبيق، على أساس تسليمهم قيمة المبلغ المتبقيةَ بعد إتمام عملية إضرام النار، وهو ما لم يَتمَّ بعد ذلك. كما أن عناصر الشبكة سبق أن حرروا شكاية إلى النيابة العامة يعتبرون فيها أن ما ورد في محاضر الدرك من اتهام للبرلماني والموظف لا علم لهم به، وأنهم أُقحِموا فيها فقط، في حين اعترفوا بمسؤوليتهم في تزوير العملة وترويج المخدرات وسرقة السيارات والسرقات الموصوفة. وأكد رضوان العلالي ل»المساء»، بخصوص الخسائر التي تكبدها في الحريق في خيام الفروسية في مهرجان «كيسر» في الصيف الماضي، أنها كانت كبيرة، حيث تجاوزت قيمتها 50 مليون سنتيم، إذ كانت الخيام مزودة بأفرشة عتيقة وأرائك (سداري)، حوالي 150 قطعة، قيمة كل واحدة 700 درهم، وحوالي 260 زربية، و100 كرسي وعدد من الطاولات والأسرجة الخاصة بخيول الفروسية، حيث تصل قيمة كل سرج إلى 30 ألف درهم.