طالب مولاي الزين الزاهيدي، الرئيس المدير العام السابق للقرض العقاري والسياحي، الصحافي، علي عمار، بإرجاع مفاتيح شقته التي أعاره إياها حينما كان مديرا لمجلة «لوجورنال». وأشار الزاهيدي، في رسالة حصلت «المساء» على نسخة منها، إلى أنه «سلم مفاتيح الشقة إلى عمار في لقاء سابق بينهما»، مؤكدا أنه لم يبعه إياها، لأنها ظلت فارغة لمدة 15 سنة، وأن «عمار أخبره بأنه يريد أن يجعل منها مقرا لشركته الجديدة للإشهار أو لتصميم الماكيت»، معبرا في السياق ذاته عن رغبته في استرجاع المفاتيح من الصحافي عمار في أقرب وقت. ولأن الزاهيدي اختار منفاه بإسبانيا، فقد طالب عمار بإعطاء مفاتيح الشقة إلى ابنته التي تعيش في مدينة الدارالبيضاء. وتقع الشقة، التي تبلغ مساحتها 80 مترا مربعا، في شارع الحسن الثاني عند ملتقى «سان إكسبيري» في الطابق العاشر من عمارة النحلة، حيث أكد حارس العمارة، في تصريح ل«المساء»، أن «الشقة كان يفد عليها الزاهيدي من حين إلى آخر حينما كان مديرا عاما للقرض العقاري والسياحي، قبل أن تصبح فارغة لبعض الوقت». وأضاف الحارس، الذي قضى حوالي 20 سنة في العمارة، أن «بعض الشباب كانوا ينزلون بالشقة بعد مغادرة الزاهيدي، كما سكنتها لمدة وجيزة مواطنة من جنسية أجنبية»، «لكننا -يقول الحارس- لم نكن نعرف الجهة التي تمنح المفاتيح للقاطنين الجدد أو التي تقوم بكرائها لهم». وكان علي عمار قد أجرى حوارا صحافيا مع مولاي الزين الزاهيدي بإسبانيا، حيث يختفي هاربا من العدالة المغربية التي قضت في حقه بعشرين سنة سجنا نافذا، بحيث تجمعه بالزاهيدي علاقة منذ وقت بعيد حين كان بنكيا في «بنك الوفاء»، وأعاد المحامي برادة مد جسور الاتصال بينهما عندما رفضت لجنة تقصي الحقائق البرلمانية التي كان يرأسها إدريس لشكر قبول شهادته». واعتبر عمار أن الزاهيدي كان «فقط كبش فداء، وأن حزب الاتحاد الاشتركي أعطى به المثال في حربه الخاطئة ضد الفساد»، مضيفا قوله: «بمناسبة الحوار، حصلت على وثائق هي عبارة عن أدلة تثبت ذلك». ولا يعرف ما إذا كانت قصة مفاتيح الشقة بين مولاي الزين الزاهيدي، المحكوم عليه غيابيا بعشرين سنة سجنا نافذا لضلوعه في قضية اختلاس أموال عمومية، وعلي عمار، المتابع بتهمة السرقة، ستأخذ منحى آخر، خصوصا وأنها المرة الأولى التي تطفو فيها على السطح بعد أن لم يرد ذكرها في الكتاب الشهير «محمد السادس: سوء الفهم الكبير»، الذي كشف فيه عمار عن أسرار ومناطق ظل كان يجتمع فيها مؤسسو «لوجورنال» بشخصيات رفيعة المستوى.