تم يوم أمس السبت بباريس, تتويج مشروعين لمقاولين شابين مبتدئين يحذوهما طموح الاستقرار في المغرب, وذلك في ختام برنامج "أرضية المغرب" (ترومبلان ماروك), الذي يعد الحدث المتميز لجمعية " مقاولو المغرب". وعادت الجائزة الأولى لمشروع " مدينة تيلكوم", لصاحبه أنس الهلال, مستشار في الاتصالات يقيم بباريس, باعتباره حلا يقترح تجميع وظائف الاتصالات بالنسبة للمقاولات الصغرى والمتوسطة. ومنحت الجائزة الثانية لمشروع " إيفيستيا" لعمر السويدي, خريج المدرسة المركزية لباريس, والذي يقترح أرضية للاستثمار الإلكتروني من أجل تطوير المقاولات الصغرى والمتوسطة في المغرب, من خلال تيسير تعاملها مع المستثمرين الأجانب. كما تم تقديم ثلاثة مشاريع أخرى حظيت بالتأهل لنهائيات هذه المباراة, خلال الدورة الرابعة من " موعد خلق المقاولة", الذي انعقد بالمدرسة العليا للتجارة بباريس, وتهم هذه المشاريع مجالات السمسرة في السياحة المسؤولة, وتوظيف الكفاءات الموجهة للأسواق الصاعدة والتجارة الإلكترونية لمعدات رعاية الطفولة. وتعد هذه المباراة تتويجا لبرنامج يمتد على مدى ستة أشهر, والممنوح مجانا من طرف فرقة للشباب المتطوعين عن جمعية "مقاولو المغرب", بغية مواكبة حاملي المشاريع إلى غاية إحداث مقاولاتهم في المغرب. ويتابع المرشحون الذين حظوا بالقبول, بعد انتقاء أولي للمشاريع الأكثر إبداعا والأكثر قابلية للإنجاز على المدى القصير والبعيد, دورات تكوينية "أرضية المغرب" بباريس, بمعدل يوم سبت واحد من بين اثنين خلال أربعة أشهر. ويتم توفير دورات الحصص النظرية والتدريب الشخصي, من خلال لجنة محصورة, وذلك من طرف مهنيين معروفين على مستوى باريس. ويهم هذا التكوين تخصصات متنوعة, من قبيل دراسة السوق والاستثمار النموذجي والتحليل المالي والمحاسبة والجبايات والمجال القانوني. وأوضح السيد محمد نوفل السرغيني, الكاتب العام لجمعية "مقاولو المغرب", أن مباراة " ترومبلان ماروك", تهم كل حامل مشروع, سواء أكان مغربيا أو غير مغربي, كما يهم الطلبة على غرار حاملي الشواهد, شرط أن تحذوه رغبة خوض مغامرة المقاولة فضلا عن كونه مستعدا للانخراط من أجل إنجاح مشروع يؤمن به. وقال السيد السرغيني في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء, إن الجمعية تتلقى كل سنة, مامجموعه مائة ترشيح , من بينها عشرون ترشيحا يتم انتقائها بكيفية قبلية, وتقوم هيئة التحكيم بعد ذلك بانتقاء خمسة أو ستة من بينها تستفيد من المواكبة الفعلية خلال أربعة أو خمسة أشهر. وأضاف أن هيئة التحكيم لا تقوم بالحكم على قابلية استمرار أو مردودية المشروع, وإنما تعمل على تقييم المنهجية والمخطط الاستثماري وبنية المشروع. وفيما يتعلق بتتبع المشاريع الفائزة, أكد السيد السرغيني أن الفائزين بالدورات السابقة قاموا بإحداث مقاولاتهم وأطلقوا أنشطتهم, مشيرا, في هذا الاطار, إلى نموذج إحداث فرع لجمع ومعالجة وتثمين الزيوت النباتية المستعملة ونموذج تسويق الاعلانات الإشهارية. وتميز هذا اللقاء بتنظيم مائدة مستديرة في موضوع: "المهاجرون المغاربة: من أجل النهوض بالمقاولة في المغرب ", وندوة تحت شعار " مشروع الجهوية بالمغرب: آفاق جديدة من أجل المقاولة". وأكد المدير العام لوكالة التنمية الاجتماعية السيد نجيب كديرة في تدخله على أهمية إطلاق مسلسل الجهوية بالمغرب, مشيرا إلى أن الأمر يتعلق ب" تحول من القول إلى الفعل". ودعا, في هذا الصدد, الكفاءات المغربية الشابة من المهاجرين إلى التعبئة من أجل المساهمة في دينامية التنمية التي تعرفها المملكة. من جانبه, سلط المدير العام لصندوق الاستثمار بالجهة الشرقية السيد عبد الكريم مهدي الضوء على الأوراش التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في مجمل ربوع المملكة, خاصة في مجال تنمية البنيات التحتية للطرق السيارة والموانئ والمطارات والتأهيل الحضري للمدن والقرى, معتبرا أن هذا يشكل أرضية مثالية بالنسبة للجهوية. وإلى جانب أعضاء الجمعية, عرف هذا اللقاء مشاركة ممثلي الجمعيات والعديد من المؤسسات الشريكة في القطاعين العام والخاص كوكالة تنمية الأقاليم الشرقية, والبنك الشعبي (مجموعة البنك الشعبي). وتهدف جمعية مقاولو المغرب, التي أحدثت سنة 1999, إلى المساهمة في التنمية الاقتصادية للمغرب من خلال تشجيع المغاربة المقيمين بالخارج, لا سيما في فرنسا, على إحداث مقاولاتهم بالمغرب, وحث "المواهب" المغربية على العودة إلى المغرب من أجل الانخراط في إحدى المقاولات القائمة أو تلك التي هي في طور الإنجاز. وتضم جمعية مقاولو المغرب, التي توجد في كل من باريس وليون ولندن, حاليا أكبر شبكة أطر عليا وطلبة مغاربة في أوروبا, كما تضم ما يفوق 10 آلاف عضو.