عاد شبح عصابات السماوي ليخيم على ساكنة مدينة ابن سليمان، فقد اعتقلت الشرطة القضائية بالمدينة منتصف الأسبوع المنصرم شخصين من مدينة الدارالبيضاء متلبسين بالنصب والاحتيال على فتاة قرب دار الشباب المدينة، واعترفا أنهما نفذا أزيد من 27 عملية نصب والسطو ب(الاستبلاد)، وأنهما كانا يحصلان على مبالغ مالية تتراوح ما بين 500 و1000 درهم من أجل إزالة السحر والثقاف وضمان الزواج أو الطلاق وتم حجز عتاد السحر والشعوذة من طلاسم وأعشاب مختلفة ومعدن (اللدون). وكان المعتقلان متخصصين في النصب والاحتيال على النساء بمدينتي ابن سليمان وبوزنيقة والضواحي، باستعمال طقوس السحر و الشعوذة المسماة طريقة (السماوي). قبل أن تنصب لهما فرقة أمنية كمينا عند حلولهما بالمدينة قادمين من الدارالبيضاء . لن تشك ولو لحظة أن مخاطبك الذي وفر لنفسه كل شروط الهيبة والوقار من لباس تقليدي متناسق وشيب في لحيته وأدب في السلام و السؤال والحديث، يمكن أن يكون نصابا يسعى إلى سلبك أموالك، لن تساورك أدنى الشكوك في أن الفقيه الغريب الذي ينطق بالسور القرآنية والأحاديث النبوية عند التحية وأثناء طلب المساعدة وخلال الخوض في الحديث عن العموميات، ليس سوى زعيم عصابة تسعى وراء النساء لتجريدهن من ممتلكاتهن تحت طائلة سلاح السحر والشعوذة... إنها جمل استقتها الشرطة القضائية من أفواه بعض النساء اللواتي تعرضن للسطو، أكدن أنهن اقتنعن بقدرات الأشخاص الغرباء الذين اطلعوا على بعض همومهن وأكدوا لهن أنهما قادران على تخليصهن من تلك المعاناة وتحقيق مطالبهن. بينما أصرت أخريات على أنهن وقعن تحت تأثير كلام هؤلاء الغرباء، وأنهن لم يتذكرن متى وكيف منحن الغرباء أموالهن وحليهن. كان الغريبان ينتقيان بعض النساء الميسورات ، بعد أن يعملا على جمع معلومات عن الأحوال الشخصية والعائلية للمتزوجات منهن، والوقوف على مشاكلهن مع الأبناء والأزواج أو معاناتهن الصحية، والبحث عن مشاغل ومعاناة العازبات ، سواء عن طريق مراقبتهن عن بعد أو استفسار بعض الجيران، أو الدخول معهن في حوارات ومناقشات موجهة، تبتدئ بالاستفسار عن شخص أو مكان ما، وتنتهي بإقناعهن بقدراتهما الخلاقة في فك (الوحايل، والثقاف، والعكس)، وتوفير الأزواج والصحة والمال والوظيفة، وتغليبهن على أزواجهن وتنتهي حواراتهما الساخنة بإقناع الضحايا بضرورة الاستجابة لمطالبهما المادية، ومنحهما كل ما يتوفرن عليه مقابل تحقيق أمانيهن، منهن من يذهبن إلى منازلهن من أجل جلب ذخائرهن من المال والحلي، بل وسرقة أموال وحلي آبائهن وأمهاتهن وأزواجهن والعودة بها ، لكي لا تضيع عليهن فرصة تحقيق تلك الأماني. بحكم أن (فكاكي لوحايل) ليسا إلا عابري سبيل قد يختفيان في أي لحظة.