عاد حميد شباط، عمدة فاس، إلى مهاجمة المجلس الجهوي للحسابات بسبب تقريره الذي انتقد التسيير الجماعي في المدينة، وقال شباط، خلال ندوة الجمعية الوطنية للجماعات المحلية التي عقدت بمقر وزارة الداخلية أول أمس، إن مجلس الحسابات لا يراعي خصوصية المجتمع المغربي والصعوبات التي تواجه المنتخبين، وذهب شباط إلى حد اعتبار أن "ملاحظات المجلس الجهوي للحسابات تؤدي إلى عزوف المواطنين عن الانتخابات وعزوف الناس عن تحمل المسؤولية"، وقال العمدة الاستقلالي إنه إذا كان هناك قانون ينظم التسيير الجماعي، فإن هناك أيضا الشرع الذي يقول: "فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه"، مشيرا إلى أن ما اعتبر خروقات في تسيير فاس كان من باب الاضطرار، وأن على المجلس الجهوي مراعاتها. ورد رضا بنخلدون، نائب عمدة الرباط، المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية، على شباط بالقول بأن المجلس الجهوي للحسابات مؤسسة دستورية يجب أن تحظى بالاحترام، لا أن تنعت بأنها "مخترقة من طرف تيارات ظلامية"، وقال بنخلدون إن المجلس أصدر ملاحظات بخصوص بلدية الرباط، فلم تتم مهاجمته بل تم الرد عليه بشكل قانوني. وردا على استعمال شباط آية "من اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه"، قال بنخلدون مخاطبا شباط: "لا تنسى أن هناك آية أخرى في القرآن تقول "إن الله يأمر بالعدل والإحسان"، وقال بنخلدون إن المجلس يطبق القانون الذي يؤطر عمله والذي صادق عليه البرلمان، وإذا كان هناك مشكل في القانون فيجب تعديله في المؤسسة التشريعية. وخلف غياب المجلس الأعلى للحسابات عن أشغال ندوة الجمعية الوطنية للجماعات المحلية، التي يرأسها عمدة الرباط عمر البحراوي، استياء لدى المنتخبين، وقال البحراوي ل"المساء" إن "المحاكم الابتدائية والإدارية والاستئنافية حضرت للندوة باستثناء المجلس الأعلى للحسابات الذي لا يريد التحاور معنا". وتساءل البحراوي قائلا: "هل أصبح هذا المجلس قرآنا لا يناقش". وقال البحراوي: "إن الجميع متفق على ضرورة الرقابة المالية على الجماعات المحلية، لكننا عقدنا الندوة لنبين للمجلس الأعلى الإكراهات التي نعمل في إطارها، فمثلا تأتينا تعليمات أحيانا من الداخلية بإصلاح أحد الشوارع بسرعة لأن مسؤولا أجنبيا سيزور المدينة، فنقوم بالإصلاحات دون طلب عروض الذي يحتاج وقتا طويلا، فيأتي مجلس الحسابات ليحاسبنا على سبب عدم إعلان طلب العروض".