كشفت وقائع الحكم الاستئنافي الصادر في حق مدير المؤسسة التعليمية «بئر الشفا 1» في طنجة، والذي قضى في حقه بسنتين حبسا نافذا، عن اعترافات مثيرة لثلاث تلميذات من ضحايا الاعتداء الجنسي للظنين. التلميذات الثلاث كن يدرس عند المدير الجاني، البالغ من العمر حاليا 52 سنة ولديه خمسة أبناء، عندما كان معلما بإحدى المؤسسات التعليمية بإقليم العرائش، لكن الأمور تجاوزت حدود التربية والتعليم إلى ارتكاب ممارسات جنسية بشعة في حق التلميذات الثلاث. تقول التلميذة الأولى في اعترافها أمام الضابطة القضائية المثبت في نسخة الحكم الاستئنافي، الذي تتوفر «المساء» على نسخة منه، إن معلمها الذي درست عنده في الموسم الدراسي 98/99 كان يستبقيها في القسم -إلى جانب أربع فتيات أخريات يتعرضن بدورهن لمثل ما تتعرض له- ويقوم بممارسة الجنس عليها عن طريق إدخال عضوه التناسلي في فمها إلى أن يلبي رغبته ثم يأمرها بالانصراف. السيناريو نفسه كان يتكرر مع زميلتها، التلميذة الثانية، لكن هذه المرة بانتهاج طريقة استدراج مغايرة للطريقة المعتمدة مع الأولى، حيث كان يقوم بإخراج التلاميذ خلال فترة الاستراحة وينادي عليها وعلى بعض الفتيات، ويكلفهن بتنظيف القسم. وتضيف الطفلة في تصريحاتها أنه بعد انتهائهن من أعمال التنظيف، كان المدير يقوم بممارسة الجنس عليهن. وتفيد الطفلة بأن المتهم سبق أن مارس عليها الجنس عن طريق إدخال عضوه التناسلي في فمها. وتصرح التلميذة الثالثة بأن المدير مارس عليها الجنس على المنوال نفسه، لكنها تضيف أنه سبق له أن خلع سروالها حتى مستوى فخذيها وظل ينظر إليها، إلى أن أشبع رغبته ثم أمرها بالانصراف. تلميذة أخرى، جاء ذكرها كضحية أيضا في المحضر نفسه، أكدت في تصريحاتها أن الظنين كان يستبقي الفتيات داخل القسم بذريعة تنظيفه. وعوض أن يتم وقف هذا المعلم عند حده، سيحصل على ترقية مهمة، إذ سيتم نقله إلى مدينة طنجة حيث سيتولى منصب مدير مؤسسة، وفي ذمته أحكام قضائية بتهمة التحرش الجنسي. وأكدت بعض المصادر التعليمة ل»المساء» أن المدير المذكور انتقل إلى مدينة طنجة في إطار حركة وطنية لتنقيل المعلمين برسم سنة 2007/2008. وتضيف المصادر نفسها أن الوزارة كان عليها أن تتخذ إجراء التوقيف بخصوص هذا المعلم، حتى تثبت براءته أو إدانته بالتهم المنسوبة إليه. هذا المعلم، الذي أصبح مديرا في مدينة طنجة، استمر في ممارساته الشاذة مع التلميذات القاصرات، وهو ما أكده بيان تنسيقية «ما تقيش ولدي» بفي طنجة الذي كشف عن محاولة مدير مؤسسة «بئر الشفا 1» التحرش بتلميذة قاصر، بعدما استدعاها إلى مكتبه وبدأ يتلمس ثدييها وأعضاءها التناسلية قبل أن تنجح التلميذة في الفرار منه، ليتبين بعد ذلك أن المدير هو نفسه الذي كان معلما بإقليم العرائش والمحكوم عليه بثلاث سنوات ابتدائيا وسنتين في مرحلة الاستئناف، بتهمة «هتك عرض قاصر». وعلمت «المساء» من مصادر مطلعة بأنه تم تجميد جميع مهام الظنين التعليمية والتربوية، حتى تقول محكمة النقض والإبرام كلمتها في هذه النازلة. هذا في الوقت الذي باشرت فيه نيابة التعليم في طنجة التحقيق في ما جرى بتنسيق مع الأكاديمية الجهوية للتعليم في جهة طنجة- تطوان.