أكد الطيب الفاسي الفهري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أن الموقف الجزائري متناقض اليوم أكثر من الماضي، مضيفا أنه في الوقت الذي كان الجميع ينتظر أن تفتح الجزائر الحدود وتقبل بالزيارات على المستوى الحكومي والقطاعي منذ سنين، نجد أن هناك جمودا جزائريا يؤدي ثمنه المغاربة بشكل يومي نظرا لعدم إمكانية مواجهة المخاطر الأمنية بالمنطقة، إضافة إلى عدم استغلال الفرص الاقتصادية المتاحة. ورد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، خلال تعقيب له بمجلس المستشارين أول أمس، في إطار سؤال محوري حول «تطورات القضية الوطنية»، على المسؤول الجزائري، الذي صرح بأن العلاقة مع المغرب ليست متدهورة ولكنها طبيعية، بالقول: «هل طبيعي أن تبقى الحدود مقفلة ومغلقة؟ هل من الطبيعي أن تشترط الجزائر لتواصل العلاقات الثنائية التوصل إلى حل في ملف الصحراء؟». واعتبر الفاسي الفهري أن الحديث عن انتهاكات حقوق الإنسان مضحكة، متسائلا: هل النضال هو الانخراط في مخطط للدولة الجار؟ واقترح الوزير إضفاء طابع مؤسسي على التعاون بين الوزارة والدبلوماسية الموازية بطريقة أكثر فعالية وبأسلوب تشاركي قائم على مبادرات ملموسة وأفكار عملية، مذكرا باقتراح الوزارة آلية للعمل الجماعي في إطار شبكة تؤمن انتشارا منتظما ومؤثرا وفاعلا للدبلوماسية المغربية، حكومية وغير حكومية. ومن جانب آخر، أعلن الوزير عن استعداد المغرب الكامل مواصلة التعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي على أمل التوصل لحل سياسي واقعي وخلاق على أساس المبادرة المغربية التي مازالت مطروحة على طاولة التفاوض في نطاق الوحدة الترابية والسيادة الوطنية. وجدد وزير الشؤون الخارجية موقف المغرب الثابت المطالب بوضع حد لمعاناة المحتجزين بتندوف وإنهاء وضعيتهم الشاذة. وذكر المسؤول الحكومي أن التقرير الأخير للأمين العام تجاوب لأول مرة مع المطلب المغربي الملح لموضوع إحصاء وتسجيل المغاربة الموجودين قسرا بتندوف كخطوة أولية لتمتيعهم بالحماية الإنسانية، مؤكدا على ضرورة تفعيل برنامج خاص بمقابلات فردية من أجل تيسير عودتهم الطبيعية لأحضان ذويهم وأسرهم بالمغرب. وأكدت مختلف تدخلات الفرق البرلمانية، التي تقدمت بالسؤال، على موقف الأحزاب الثابت من ملف القضية الوطنية وعلى دور الدبلوماسية الموازية في ذلك. وأكدت زبيدة بوعياد، رئيسة الفريق الاشتراكي، على الموقف الثابت في التعبئة والإجماع ووحدة الموقف، وقالت: «لا نعير أي انتباه لبعض المواقف التي تشوش. ودعا فريق التجمع الدستوري الموحد إلى إثارة انتباه المنتظم الدولي لما يلحق الأطفال هناك بالمخيمات وفضح ما يتعرضوا إليه من حرمان