أكد الطيب الفاسي الفهري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أن المغرب منخرط بشكل طبيعي في عملية السلام بالشرق الأوسط، ومازال يواصل دوره التقليدي في هذا الصدد، بالقوة نفسها في المناخ الدولي الجديد. الفاسي الفهري يجيب على أسئلة الصحافي عبد الرحيم فقراء وقال الفاسي الفهري، الذي استضافته قناة "الجزيرة" القطرية، في نشرته الزوالية، أول أمس الثلاثاء، ضمن فقرة "ضيف المنتصف"، إن للمغرب "دورا تقليديا معززا بمبادرات جلالة الملك بهذا الشأن". وأشار الوزير، الذي حاوره من نيويورك الصحافي عبد الرحيم فقراء، إلى أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس "له مسؤولية خاصة على رأس لجنة القدس"، وأن الدور الذي يضطلع به جلالته اليوم "هو بالحدة نفسها والقوة نفسها في مناخ دولي جديد". وأضاف وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن المغرب، العضو في لجنة المتابعة للمبادرة العربية للسلام، يقوم اليوم، سواء بالنظر لعلاقته مع الولاياتالمتحدة أو في نطاق الوضع المتقدم الذي يتمتع به في علاقاته مع الاتحاد الأوروبي، بدوره "الطبيعي التقليدي، الذي كان يقوم به أمس في مناخ معين". وأشار إلى أن المغرب حاضر في جميع الاجتماعات الخاصة بعملية السلام، وله اتصالات على المستوى الثنائي مع جميع الفاعلين في ملف عملية السلام. وقال الطيب الفاسي إن المغرب ليس في حاجة إلى ضغط حتى ينخرط في عملية السلام، وهو " منخرط طبيعيا، تاريخيا وسياسيا" في مسلسل السلام، مشيرا إلى أن رسالة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لا تعد ضغطا، بل هي تنويه بالعمل الذي يقوم به جلالة الملك والمملكة المغربية. وأكد مجددا أن المغرب يشجع الإدارة الأميركية على مواصلة جهودها، من أجل التوصل إلى سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأعرب عن الأسف البالغ للموقف الإسرائيلي من عملية السلام. وجدد دعوة المغرب لوقف العمليات الإسرائيلية غير المشروعة في الأراضي الفلسطينية، سواء منها الاستيطان بالقدسالشرقية، أو هدم بيوت الأسر الفلسطينية وتهجيرها، وكذلك المس ومحاولة المس بكل المقدسات الإسلامية بمدينة القدس. وأكد أن المغرب يحيي "الموقف الفلسطيني الذي ما زال متشبثا بالمنظور العربي للسلام وبالمبادرة العربية للسلام". من جهة أخرى، أكد الطيب الفاسي الفهري، أن بناء اتحاد المغرب العربي يتطلب التغلب على الصعوبات الموضوعية المطروحة أمامه، منذ عقود، والمرتبطة ببعض القضايا السياسية. وقال الفاسي الفهري، إن "من أولويات المملكة المغربية بناء اتحاد المغرب العربي. وللتوصل إلى هذه الغاية علينا أن نتغلب على الصعوبات الموضوعية المطروحة، منذ عقود". وأوضح وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الذي حاوره الصحافي، عبد الرحيم فقراء، من نيويورك، أن "هذه الصعوبات مرتبطة ببعض القضايا السياسية"، وأن "المشكل الأساسي هو قضية الصحراء المغربية"، مذكرا بأن المغرب تقدم باقتراح لحل هذا المشكل، يتمثل في منح حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية، في إطار احترام السيادة الترابية والوطنية المغربية. وقال إنه مقترح له مصداقية، وأن مجلس الأمن أشار إلى جديته. وشدد الفاسي الفهري على أن الخلاف بهذا الشأن "جهوي، خاصة مع الأشقاء في الجزائر الذين لهم تصور آخر ومسؤولية في إنشاء هذا الخلاف الجهوي"، مضيفا أن المغرب يريد أن ينظر إلى المستقبل، كما يريد أن ينظر إلى الحاجيات والتحديات الحالية، ذات الطابع الأمني في المنطقة". وأشار إلى أن من شأن استغلال الإمكانيات الاقتصادية لمنطقة المغرب العربي أن "يمكن شعوبنا من تحقيق الازدهار والتنمية"، مبرزا أن شركاء هذه المنطقة "يحتاجون أيضا اليوم إلى اتحاد مغاربي مندمج يمكن أن يقوم بدوره في محيطه الإفريقي، وكذا مع الأشقاء العرب في الشرق الأوسط، أو مع الاتحاد من أجل المتوسط. وجدد الفاسي الفهري مطالبة المغرب "بتطبيع العلاقات مع الأشقاء الجزائريين" وبالحوار "حتى نتوصل إلى فتح الحدود التي ما زالت مغلقة مع الأسف بقرار من الأشقاء الجزائريين". وقال إن "هذا الحوار سوف يكون مثمرا"، مؤكدا أن "الكل داخل منطقة المغرب العربي وخارجها متفق على أنه آن الأوان لحوار ولتعاون بين المغرب والجزائر"، مجددا استعداد المغرب لهذا الحوار وهذا التعاون.