كشفت وثيقة حصلت «المساء» على نسخة منها أن جمعية تدعى «أمل الفرح للتنمية والتعاون» حصلت على وثيقة تفويت من طرف شركة العمران لأرضية المسجد بحي الفرح دون تحديد لموقع ولا لمساحة هذا المسجد، مع العلم أن حي الفرح يتوفر على ثلاث بقع أرضية مخصصة للمساجد لا تزال كلها عارية، البقعة الأولى والثانية تتراوح مساحتهما بين 500 متر و700 متر في حين أن البقعة الثالثة والتي تبلغ مساحتها 1640 مترا قامت شركة العمران باقتطاع مساحة 818 مترا مربعا وتم بيعها على شكل بقع أرضية، رغم أن هذا المسجد تم تفويته لجمعية أخرى وفي تاريخ سابق تسمى «جمعية الفرح للتنمية والتعاون». من طرف نظارة الأوقاف.(الفرق في التسمية بين الجمعيتين هو لفظة «أمل» التي تمت إضافتها في التسمية الخاصة بالجمعية الثانية). وقد تم خلق جمعية «أمل الفرح للتنمية والتعاون» في ظرف 24 ساعة بحيث انعقد الجمع العام يوم الأحد 29 مارس 2009 على الساعة العاشرة والنصف صباحا وتوصل المكتب المسير للجمعية بالوصل النهائي وليس المؤقت يوم 31 مارس 2009 وتسلمت وثيقة التفويت من طرف العمران بتاريخ 15 ماي 2009. الأمر الذي فسره بعض المتتبعين للملف، بأنه محاولة من العمران من أجل وقف أي مبادرة من أي جمعية أخرى تريد التقدم بطلب بناء مسجد على البقع المخصصة لذلك، بحيث يتم الرد على الطلبات التي تتقدم بها جمعيات المحسنين الراغبين في بناء هذه المساجد بأن هناك جمعية سبق أن تم تفويت المسجد لها رغم أن وثيقة هذا التفويت عامة وغير محددة ولا تشير إلى مسجد محدد داخل حي الفرح، كما أن هذه الجمعية لم تقم بعد مرور سنة على تأسيسها بأي مبادرة في اتجاه بناء أي من المساجد التي لا تزال مجرد بقع أرضية عارية، الأمر الذي قد يزكي الفرضية القائلة بأن هذه الجمعية تم خلقها من أجل الالتفاف على البقع المخصصة للمساجد، إذ إن هذا الحي لا توجد به مساجد رغم أنه يعرف كثافة سكانية خانقة وعرف العديد من الخروقات العمرانية، التي سبق أن تطرقنا لها في العديد من المقالات. كما أكدت بعض الوثائق التي حصلت «المساء» على نسخ منها أن تاريخ تفويت البقعة المخصصة للمسجد والتي مساحتها 1640 مترا مربعا ل«جمعية الفرح للتنمية والتعاون» من طرف نظارة الأوقاف هو 11 ماي 2009 حيث حددت وثيقة التفويت جميع المعطيات الخاصة بالبقعة، في حين أن التفويت الثاني والذي تم من طرف إدارة العمران إلى «جمعية أمل الفرح للتنمية والتعاون» لم يحدد المساحة ولا الموقع، الأمر الذي يفتح الملف على أكثر من تأويل.