سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد لقائه بنكيران في جنازة بلفقيه بتاوريرت.. الهمة يفاجئ الرميد بزيارة تعزية إلى سيدي بنور على رأس وفد من حزبه الزيارة أذابت الجليد بين الرجلين والسياسة غابت عن اللقاء
في خطوة ذات إشارات سياسية متعددة، انتقل وفد وازن من قياديي «الأصالة والمعاصرة» برئاسة مؤسس الحزب فؤاد عالي الهمة، مساء الاثنين المنصرم مباشرة بعد انتهاء عباس الفاسي من تلاوة تصريحه الحكومي أمام الغرفة الأولى، إلى منطقة «كريشات المرس» بسيدي بنور بالجديدة لتقديم التعازي إلى مصطفى الرميد، رئيس الفريق النيابي لحزب «العدالة والتنمية»، في وفاة والده. ولم يخف الرميد تأثره بهذه الزيارة المفاجئة لوفد «الأصالة والمعاصرة»، الذي ضم، إضافة إلى الهمة، قياديين آخرين دخلوا، في أكثر من مناسبة، في ملاسنات حادة مع إسلاميي «العدالة والتنمية»، مثل حكيم بنشماس، وهي الملاسنات التي وصلت إلى حد تبادل عبارت السب والشتم، غير أن الرميد امتنع، في اتصال أجرته معه «المساء»، عن إعطاء أي تفسير سياسي لهذه الزيارة، فيما لم يستبعد زميله في الحزب لحسن الداودي أن تكون «هذه التعزية الاستثنائية لوفد «الأصالة والمعاصرة» في وفاة والد الرميد بمثابة رد على من يقول إن هذا الحزب استئصالي وجاء لمحاربة الإسلاميين»، في إشارة إلى ما قاله عباس الفاسي مؤخرا للشيخ بيد الله، في لقاء حزبي مع «الأصالة والمعاصرة»: «إن انشغالكم بمحاربة حزب الاستقلال شغلكم عن وظيفتكم الأساسية، وهي محاربة «العدالة والتنمية»». واستدرك الداودي قائلا: «لكن في شتى الأحوال، تبقى هذه الزيارة ذات بعد إنساني، لأن المعروف عن المغاربة أنهم ينسون خصوماتهم السياسية عندما يتعلق الأمر بحدث مثل الموت». وذكر مصدر مطلع أن وفد «الأصالة والمعاصرة» لم يجر أي اتصال هاتفي مع الرميد لترتيب هذه الزيارة المفاجئة التي جاءت في اليوم الموالي لحادث الوفاة، حيث ذكر مصدرنا أن المسؤولين المحليين ل«الأصالة والمعاصرة» بالجديدة هم الذين تكفلوا بترتيب هذه الزيارة ولم يعلم بها الرميد إلا بعد وصول موكب من السيارات إلى بيت والده بمنطقة كريشات المرس بسيدي بنور. وكان منتظرا أن يكون ضمن هذا الوفد الأمين العام الشيخ بيد الله، غير أن ارتباطه ببعض المواعيد حال دون حضوره، ليكتفي بتعزية الرميد عبر الهاتف في اليوم الموالي للزيارة. لكن، ألم يثر وفد الهمة مع الرميد قضايا سياسية على هامش جلسة للتعزية استغرقت نصف ساعة؟ مصدرنا يؤكد في هذا السياق أن الزيارة حافظت على طابعها الأصلي المرتبط بزيارة مجاملة بأبعاد إنسانية صرفة، غير أن هذا لم يمنع من إثارة قضايا ذات طبيعة سياسية، وإن بشكل عرضي، حول التصريح الحكومي لعباس الفاسي. إلى ذلك، يشار إلى أن وفد «الأصالة والمعاصرة» تكون من فؤاد عالي الهمة وحميد نرجس وأحمد التهامي والطاهر شاكر وعدة برلمانيين من الحزب. من جهة أخرى، صار لافتا للانتباه في الحياة السياسية المغربية أن الجنائز ووفيات رموز سياسيين وشخصيات نافذة في السلطة، تحولت إلى مناسبة يجتمع فيها الخصوم السياسيون لتسوية خلافاتهم حول مائدة واحدة. وكانت وفاة المسشار الملكي مزيان بلفقيه، مؤخرا، مناسبة التقى فيها فؤاد عالي الهمة مع الأمين العام للعدالة والتنمية عبد الإله بنكيران بعد بضعة أشهر من التوتر والتصريحات النارية بين الحزبين.