افتتح بنك المغرب, أمس الثلاثاء بالرباط, متحفه الجديد الممتد على مساحة 2000 متر مربع داخل الفضاء الذي تمت إعادة تهيئته في الوكالة القديمة بوسط المدينة. ويمنح الفضاء الجديد للزائر فرصة الاطلاع, ليس فقط على مجموعات المسكوكات النقدية التي يملكها البنك, بل أيضا, على ما يزخر به تراثه من صور ولوحات فنية, وكذا التعرف على تاريخ ومهام البنك المركزي, بطريقة تربوية وتشاركية. ويتكون المتحف الجديد, الذي انطلق العمل فيه سنة 2007, من ثلاثة أقسام خصص أولها لتاريخ النقود, وثانيها لمهن البنك فيما صمم الثالث على شكل رواق فني. وتضم هذه الأقسام 1200 من القطع والأدوات النقدية والأوراق البنكية, و82 صورة ولوحة فنية, و500 عمل فني تشكل مجموعة الصور واللوحات الفنية للمتحف. ويعرض الجناح المخصص لتاريخ النقود المغربية قطعا نقدية وأدوات نقدية وأوراق بنكية داخل وحدات لعرض التحف عالية الدقة. وتخترق هذه المعروضات الحدود والزمن لتعكس الحضارات والأزمنة (اليونان والحضارة الهيلينستية, وقرطاج وروما, والشرق والغرب الإسلاميين). وقد حظي المغرب, منذ العصور القديمة إلى اليوم, بموقع متميز وسط هذه المعروضات. ويضم المتحف أيضا مجموعة من الأوراق البنكية التي تشمل مجمل الإصدارات المغربية. وعلى حائط زجاجي يبلغ طوله 30 متر, تقدم مجموعة من الوحدات, بطريقة تربوية, تاريخ البنك المركزي المغربي والمهام الرئيسية التي يتولاها داخل محيطه الوطني والدولي. كما تجسد صور متحركة متتالية ومرفقة بنصوص تفسيرية وتواريخ رئيسية توجد على حائطي المتحف, حقبتين بارزتين من تاريخ المؤسسة. أما في الجناح المخصص لرواق الفن فقد قام بنك المغرب بتجميع تراثه من الصور واللوحات الفنية بغية الحفاظ على البصمة التي تركها العديد من كبار الفنانين. وتحتفي هذه المجموعة التي تضم أزيد من 500 عمل فني, يعرض حوالي ثمانين منها بشكل دائم, بالفنانين من جميع المشارب الذين نجحوا, من خلال نظراتهم المتقاطعة, في التعبير عن سحر بلد تتعدد فيه التأثيرات. ويطمح المتحف, الذي سيفتح في وجه العموم من الثلاثاء إلى الأحد ومن خلال تقديم برامج وأنشطة متنوعة لجميع فئات الجمهور, أن يصبح فضاء للتبادل الثقافي والمشاركة.