حول فوز الوداد البيضاوي على الجيش الملكي في مؤجل الدورة 28 بهدفين لواحد، أفراح الجمهور العسكري إلى ما يشبه المأتم، خاصة وأن مناصري الجيش هيأوا كل لوازم الاحتفال ورصدوا إمكانيات مادية ولوجيستيكية من أجل جعل المباراة مناسبة للاحتفال بلقب البطولة رقم 12، وكانت كل المؤشرات تسير في اتجاه فرحة عسكرية مسبقة، خاصة وان الوداد سافر إلى الرباط مثقلا بالمباريات التي أنهكت ترسانته البشرية ورفعت عدد المصابين في عيادته، لكن وقائع المباراة كشفت عن وجه باهت للاعبي الجيش الذين عجزوا عن مجاراة الخصم واستسلموا للهزيمة بهدفين لواحد كان الهداف مصطفى بيضوضان ابن العاصمة وراء نكبة الرباطيين. كرست هزيمة الجيش شبح «عقدة الوداد» وتبين أن الفريق العسكري يفقد شهية الفوز كلما واجه الوداد سواء في الدارالبيضاء أو الرباط، حتى تحول الأمر من مجرد نتيجة تحكمها ظروف تقنية وتكتيكية إلى شبح يطارد العساكر في مختلف المنازلات. ولهواة الإحصائيات فإن الوداد ظل يشكل شبحا مخيفا للجيش خاصة على مستوى الدوري المغربي، فمنذ الموسم الرياضي 1998 /1999 لم يتمكن الجيش الملكي من الفوز على الوداد في البطولة المغربية، بل إن الوداد اعتاد الظفر بنقط اللقاءات من العاصمة وبحصص كبيرة حتى أن الموسم الماضي عرف اكتساحا وداديا في الذهاب والإياب. وقال الهداف مصطفى بيضوضان ل«المساء» إن مسألة العقدة في كرة القدم تتجاوز المنطق، لكن أحيانا يصبح اللاعب مطوقا نفسيا ويبالغ في الخوف من الخصم إلى درجة تضعه في مرتبة المنهزم قبل دخول أرضية الملعب، وأضاف مصطفى الذي وقع هذا الموسم 14 هدفا في مختلف الواجهات، رغم أنه غاب عن الكثير من المواجهات في بداية ومنتصف الموسم، بأن الجيش كان مطالبا بالاحتفال المسبق وتفادي الكارثة، وهو ما جعله يبدو خائفا من شبح العقدة. بينما فسر العربي كورة المدير التقني للجيش الخسارة بالراحة الطويلة للاعبي الجيش والتي دامت ثلاثة أسابيع مقابل خوض الوداد للعديد من المباريات على أكثر من واجهة، بينما قال جواد أقدار في تصريح عقب نهاية المباراة بأن الضغط هو الذي كرس العقدة، خاصة وأن بيضوضان سجل في الدقائق الأولى من المباراة. والظاهر أن الجيش خسر المباراة ليس بعقدة تسمى «الشبح الأحمر» بل للصيام الطويل عن التهديف وضياع فرص سانحة للتسجيل من طرف مهاجمي الفريق، بل إن اللاعب جواد وادوش لم يسجل منذ شهر شتنبر من السنة الماضية، فآخر أهدافه كانت أمام المغرب التطواني، أما لمناصفي ففقد بدوره حاسة التهديف منذ ست دورات وتوقف رصيده عند 11 هدفا. لكن الخلل الواضح في تركيبة الجيش يكمن في ضعف محور الدفاع وغياب الانسجام مع الحارس، بل إن أكبر المصادفات هو تلقي الجيش الملكي لأهداف مستنسخة من نفس الوضعية وبضربات رأسية، فرضا الرياحي سجل برأسية على الجيش وفاتحي مهاجم الخميسات والصغير لاعب شباب المسيرة، وبيضوضان مما يؤكد ضعف التركيز في معترك الفريق العسكري، والغريب أن اللاعبين عصام الراقي وطارق الجرموني ممثلا الجيش داخل المنتخب الوطني لم يقدما أداء في قيمة إسمهما بل إن الراقي غادر الملعب في الدقيقة 45.