ليست الفتاة المغربية وحدها الأقدر على العزف على أوتار قلوب المشاهير، بل إن العديد من نجوم الرياضة والفكر والسياسة، اختاروا الزواج بأجنبيات وكسروا قاعدة «الزواج المحلي».تعددت الأسباب ولكن الصدفة هي التي قادت العديد من النجوم المغاربة إلى الارتماء في أحضان الأجنبيات متحملين على مضض صراع اختلاف الثقافات. لم يكن وزير الثقافة المغربي بنسالم حميش، يعتقد أن مكالمة هاتفية مع موظفة في السفارة اليونانية بالرباط ستقوده إلى المعتقل الذهبي، فالرجل وإن كان رجل فكر وسجال وبوليميك بامتياز، كما ينعته أصدقاؤه داخل الاتحاد الاشتراكي، فإنه أيضا يحاول أن يقيم علاقات إنسانية مع محيطه ومعارفه. تحولت المكالمة إلى نظرة فابتسامة فموعد ثم لقاء، بين المفكر حميش وفتاة تنتمي إلى اليونان، الدولة التي كانت منبع الثقافة، تعمل زوجة بنسالم كمستشارة في سفارة اليونان بالرباط, جمعتهما صدفة مكالمة هاتفية، وبفضلها تطورت العلاقة بينهما لتترجم إلى زواج. وله من زوجته اليونانية «يوتا» ولد وبنت. وبفضل هذا الزواج أيضا اطلع بنسالم حميش على اللغة والثقافة اليونانيتين، فهو أصبح يجيد, بالإضافة إلى لغة الضاد، ولغة فولتير، وشكسبير، اللغة اليونانية. ظل بنسالم يتردد على اليونان سنويا لقضاء عطلته السنوية، الاستثناء الوحيد هو الصيف الماضي، الذي لم يكن كسابقيه، بعد أن ألغى كل مشاريعه بعد تعيينه وزيرا للثقافة. على نفس المنوال، اختار بادو الزاكي الحارس الدولي السابق والمدرب السابق للمنتخب والوداد، الزواج بأجنبية، في فترة لم يكن الرجل قد نسج علاقته مع المال، أي أن الارتباط تم حين كان الزاكي مجرد موظف بسيط في الخطوط الجوية المغربية براتب شهري لا يتجاوز 2000 درهم، ورغم ذلك، فزواج بادو كان ثمرة علاقة حب استمرت اربعة أعوام قبل الزواج، وقد تمكنا معا من تخطي عقبات الفوارق التي كانت بينهما خاصة فيما يخص اختلاف التقاليد والعادات فهي فنلندية وهو مغربي. وشتان بين دفء المشاعر والطباع المغربية وبرودة الدم الفنلندي، أثمر الزواج ثلاثة اطفال هم حسناء وبثينة وايوب. ليست للزاكي مشاكل مع زوجته «ايني» فهي تقوم، حسب شهادة زوجها، بدورها كربة بيت على الوجه الأكمل، إذ تكرس وقتها للأطفال ومراقبتهم وتوجيههم في مجالات دراستهم، بالرغم من الغيابات الكثيرة لبادو عن محيط الأسرة الصغيرة، لكن يبدو أن الحاجة والدة الزاكي هي القائم بأعماله في البيت. «لم اختر قدري، حدث ذلك بالصدفة ولم تكن لدي فكرة مسبقة أن أتزوج من فنلندية لكن توطد العلاقة بيننا ساهم في الارتباط بيننا نهائيا، كما أن رغبتها في اعتناق الاسلام جعلها أقرب من غيرها إلي، نظرا لحسن أخلاقها وتوفرها على كل خصال الزوجة المثالية». حين واجه الزاكي رفقة المنتخب المغربي، نظيره الفنلندي كانت إيني أول من صفق لانتصار المغاربة. عكس دفء علاقة الزاكي بزوجته، عاش خالد السكاح البطل العالمي لألعاب القوى مسلسلا دراميا مع زوجته النرويجية، آن سيسليا هوبستورك، النرويجية، التي حولت حياة خالد السكاح، العداء المغربي المتوج بذهبية 10 آلاف متر بأولمبياد برشلونة في العام 1992، إلى جحيم بعد أن نفذت صباح يوم 19 يوليوز الماضي عملية اختطاف ابنيه طارق وسلمى. وجه السكاح، الحاصل على الجنسية النرويجية، أصابع الاتهام إلى سفارة النرويج، ليندلع صراع تجاوز الجانب الاجتماعي إلى السياسي. تزوج السكاح سيسليا، سنة 1991 خلال لقاء عابر في حفل عشاء، أسس لعلاقة توجت بزواج دام لخمس عشرة سنة، قبل أن تتفجر الخلافات في سنة 2006، بسبب عامل الاختلاف الثقافي وعدم تحمل طليقة السكاح العيش بالمغرب، إضافة إلى الحساسية المفرطة التي قابلت بها ممارسة ابنتها لإحدى شعائر الإسلام، من خلال صومها لشهر رمضان، ويقول السكاح إن قضية إسلام ابنيه عجلت بانهيار علاقتهما الزوجية. وإذا كان نموذج السكاح يعتبر استثناءا، فإن حالات زواج مختلط للنخب السياسية والإعلامية، قد أثمرت فيضا من السعادة، كما هو الحال بالنسبة للوزير الأول السابق عبد الرحمن اليوسفي المتزوج بفرنسية، وكريم غلاب، ورئيس جامعة التنس سابقا محمد امجيد، والصحفي الرياضي نجيب السالمي وغيرهم من الأسماء التي اختارت الارتباط بأجنبيات، انطبق عليهن المثل القائل وراء كل عظيم امرأة. وتبقى حكاية رشيد السليماني لاعب الرجاء البيضاوي، مثيرة لأن ابن وادي زم فضل الزواج المعكوس، وارتبط بفتاة بحرينية، رغم تعقيدات تشريعات الزواج بأجانب في دولة البحرين.