أعادت وفاة طفل مغربي، ياسين (8 سنوات)، الأحد الماضي، في بلدة "سانت خويم" بضواحي مدينة لييدا الإسبانية، مشاكل الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا عند موت أحد أفرادها، إلى الواجهة، إذ تصل تكاليف ترحيل الجثة، أحيانا، إلى 6 آلاف أورو. وقصد ترحيل جثمان ياسين، الذي دهسه قطار، عندما كان يعبر ممرا خاصا بالراجلين للانضمام إلى والدته وإخوته، بعد أن عبروا إلى الرصيف الآخر من السكة الحديدية، لجأ سكان بلدة "سانت خويم"، بتنسيق مع السلطات المحلية، إلى تنظيم عملية لجمع التبرعات، لتغطية تكاليف الترحيل، التي يضاف إليها ثمن تذكرة السفر لأفراد العائلة، المرافقين الجثة إلى مثواها الأخير. وشارك في عملية جمع التبرعات، التي وصلت إلى 4 آلاف و700 أورو، بالإضافة إلى الجيران، والجالية المغربية المقيمة بالمنطقة، تلاميذ مدرسة "ليستيل دي سانت خويم دي فريكسينست"، حيث كان ياسين يتابع دراسته. ونظم تلاميذ المدرسة حفلا تأبينيا، قرأ خلاله زملاء الراحل قصائد شعرية. يذكر أن سكان بلدة "سانت خويم" كانوا رفضوا، في استفتاء، أجري في أكتوبر الماضي، إغلاق المعبر، حيث دهس القطار الطفل المغربي. وبعد الحادث الأخير، أفاد عمدة البلدية، بير صولي، أنه سيجري اتصالات مع شركة السكك الحديدية الإسبانية "رينفي"، قصد إغلاق المعبر. ويبقى عدد المغاربة، الذين يدفنون في إسبانيا، قليلا جدا، وهم، في غالب الأحيان، أشخاص لم تتمكن الجالية المغربية من جمع المبلغ المالي الكافي لتغطية تكاليف الترحيل. ويدفن هؤلاء في مقابر تابعة للبلديات حيث كانوا يقطنون. وتفيد المعطيات أنه لا توجد سوى اثنتين من المقابر الخاصة للجالية الإسلامية فوق مجموع التراب الإسباني، إحداهما في بلدة غرينيون، قرب العاصمة مدريد، وأخرى في مدينة فوينخيرولا (كوسطا ديل الصول). ووفرت أراضي هاتين المقبرتين من قبل المغرب، والمملكة العربية السعودية.