في الوقت الذي أمضى تلاميذ المدارس العمومية والخاصة، ثلاثة أشهر في الدراسة والإعداد إلى الامتحانات، ما يزال تلاميذ ثانوية عبد المومن وابتدائية "تونفيت واحد" في تونفيت، بإقليمخنيفرة، يعانون غياب الأطر التربوية،تلاميذ يعانون غياب الأساتذة وعوض أن يتلقوا دروسهم في الحجرات المدرسة، قضوا الأشهر الأولى، ينطلق الموسم الدراسي كما السنة الماضية، في الاحتجاج داخل وخارج أسوار المؤسسات التعليمية بالمنطقة، لعل صوتهم يصل إلى أذان صاغية، لكن لا شيء تحقق إلى حد الساعة، وقوبلت وقفاتهم الاحتجاجية المتواصلة بالتجاهل. غضب السكان تلاميذ هاتين المؤسستين التعليميتين احتجوا وما زالوا، على غياب أستاذ الإنجليزية في الثانوية المذكورة، وعدم التحاق ثلاثة أساتذة في ابتدائية تونفيت، منذ انطلاق الموسم الدراسي الحالي. وطالب المحتجون من السلطات في المدينة، بضرورة إيجاد حل مستعجل ونهائي لمشكل التعليم في المدرستين، وأمام الوقفات الاحتجاجية المتكررة للسكان، قرر أربعة رؤساء جماعات، التي يتضرر أبناء سكانها من الخصاص الحاصل في الأساتذة، التوجه إلى أكاديمية التعليم في مكناس، لطرح المشكل على المدير الأكاديمية، بعدما لم تنفع مراسلاتهم المتعددة لنائب التعليم في خنيفرة في معالجة المشكل. وكان أكثر من 500 تلميذ في ثانوية عبد المومن بتونفيت، خرجوا، في وقفة احتجاجية أمام المؤسسة، احتجاجا على قضائهم ثلاثة أشهر دون أستاذ الإنجليزية، وحسب أحد التلاميذ في المؤسسة، فإن المشكل قائم، منذ السنة الماضية، وقال التلميذ الذي فضل عدم الكشف عن هويته، خوفا من انتقام إدارة المؤسسة منه "بعد نفاذ صبرنا، قررنا تنظيم وقفة احتجاجية خارج المؤسسة، بعد أن كنا نحتج داخلها، إلا أننا أصبحنا نتهم بالشغب وإثارة الفتنة". تمرد أستاذ وحسب مصدر "المغربية"، فإن إدارة المؤسسة، وبعد علمها أن لجنة من الرباط تنوي زيارة الثانوية، سارعت إلى تعويض أستاذ بآخر، لكنه سرعان ما اختفى، بعد ذهاب اللجنة المذكورة. وفي تصريح ل "المغربية" قال لحسن الوردي، نائب وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر، في إقليمخنيفرة، إن "أستاذ مادة اللغة الإنجليزية في ثانوية عبد المومن، لم يلتحق بالمؤسسة، واتخذت في حقه إجراءات تأديبية"، مضيفا أنه "يجري الآن البحث عن أستاذ لسد الخصاص، وسيعالج المشكل في غضون الأسابيع القليلة المقبلة". ولم يعد مشكل الخصاص في الأساتذة في مدينة تونفيت، مقتصرا على تلاميذ مستوى الثانوي، بل شمل تلاميذ مستوى الابتدائي، إذ لم ير تلاميذ الأولى والسادسة ابتدائي في مدرسة "تونفيت واحد"، الأستاذين، منذ بداية السنة الجارية. وتستمر المعانات وقال حمو الحداوي، عضو جمعية الآباء في مدرسة "تونفيت واحد"، إن أبناء المنطقة عانوا، وما زالوا يعانون، غياب الأطر التربوية، إذ لا تمر سنة دراسية دون تسجيل تعثر الدراسة في بدايتها". وأضاف، في اتصال مع "المغربية" أنه "إذا لم يٌوفر الأساتذة لهذه المؤسسات، فمن الأحسن أن تغلقوا هذه المدارس". وحسب الحداوي، فإن جمعية الآباء أخبرت السلطات والوزارة بالموضوع، لكنهم لم يتلقوا أي رد مقنع، وكانوا يقابلون بالجواب نفسه "ما عندنا ما نديرو ليكم". وأضاف أن المؤسسة المذكورة عرفت خصاصا في ثلاثة أساتذة، وجلبت إدارة المؤسسة كاتبة في جماعة تونفيت دون تكوين، لتدريس التلاميذ، ومع ذلك بقي هناك خصاص في أستاذين، ما زال مستمرا إلى حد الآن. وحول هذا الموضوع، قال لحسن الوردي إن "المشكل مفتعل، إذ هناك إمكانية حل مشكل الخصاص، من خلال إلحاق تلاميذ مدرسة تونفيت واحد بمدرسة أخرى قريبة منها، وبالتالي سيحل المشكل، إلا أن التلاميذ وأولياءهم رفضوا ذلك". يذكر أن التلاميذ سيكونون ملزمين باجتياز امتحانات آخر السنة الدراسية، في مادة الإنجليزية المدرجة، ضمن قائمة المواد الدراسية، التي سيُمتحنون فيها.