تحول التسول في غياب تدابير إجرائية ردعية لمواجهته، لينتج ظواهر إجرامية خطيرة، من صناعته للنصب والاحتيال وأكل أموال الناس بالباطل، ووضع ذلك المواطن العادي أمام عدة استفهامات، حول من يستحق "الصدقة" ومن لا يستحقها؟وكل منا، بلا شك يحتفظ في مخيلته بصور مؤثرة لمسافر "تقطع به الحبل"، لا يجد ثمن تذكرة سفر للعودة إلى بلده، ومنكوب انتشلت محفظته، ومشاهد لمن يتصنع البلاهة والجنون، ومن يقوم ب"تجبيص" يده أو رجله، أو يضع ضمادات مليئة ب"الدواء الأحمر" على أحد أعضاء جسمه، وما إلى ذلك من حالات يصعب التأكد من صدق أو بطلان ادعاءاتها. نحاول من خلال هذه الورقة مقاربة هذه الظاهرة مع شرائح مختلفة من المجتمع المغربي، وكيف تنظر إلى التسول في خضم ما يقرأ ويتداول من أن الكثير من المتسولين، يستعملون هذه اللمسة الإحسانية، كمهنة لكسب موارد مالية مهمة، رفعت بعضهم إلى درجة الثراء.