بأي حق يغتصب أطفال ويقتلون، بأي حق نحرم أطفالا في سن الزهور من الحياة، وبأي حق نعدم طفولة بريئة ونقتل أزهار تتفتح للتو لترى هذا العالم الغريب، كيف نسمح باغتصاب فلذات أكبادنا في صمت. لننتفض ضد هؤلاء المجرمين الذين زرعوا الرعب في قلوبنا وخطفوا أبناءنا وحرمونا من ابتسامة كنا نتطلع إليها كل صباح.لننتفض ضد الاغتصاب وهتك عرض طفولة بريئة، ونجوب الشوارع والأزقة ونطرق الأبواب والمحلات والإدارات، ونقول "لا لا لاغتصاب أبنائنا، لا لتقتيل فلذات كبدنا". تعالوا ننتفض ضد مجرمين ومرضى، ونقول لهم "لا تحطموا قلوب أمهات" و"لا تحرموا أطفالا من دفء الأحضان" و"لا تقتلوا ولا تعدموا البراءة". قلوب أمهات أخفقت ودموع جدات وشيقيقات وخالات وعمات هزت مشاعر الجيران والأقرباء، الذين جففوا دموعهن وواصلوا معهن عملية البحث عن مكان أبنائهن. أم ياسين، الذي اغتصب وأعدم أخيرا بمرآب بسيدي معروف بالدار البيضاء، كانت تطرق الدكان وتردد بصوت مرتفع "ابني هنا، ابني هنا"، لكن لا أحد صدق، ظلت الأم المكلومة تبكي الليل كله إلى أن خارت قواها وعادت أدراجها... أم ياسين لم تستسلم بل عادت في الصباح الباكر وطرقت المحل من جديد، وأخبرت رجال الشرطة لتجد طفلها جثة هامدة بعد أن عبثت بجسمه النحيف/البريء أياد غادرة، أياد صافحت الأم تكرارا وشكرتها على إطعامها طيلة شهر رمضان، لكن القاتل /الغادر كان لئيما لم يجد الطعام الذي تناوله من أيدي والدة ياسين نفعا بل جزاها خيرا وقتل طفلها. رغم الشعارات المنددة باغتصاب الطفولة إلا أن الظاهرة تتفاقم يوما بعد يوم ويزداد عدد الضحايا، إذن ماذا نقول لكل من نجية أديب، رئيسة جمعية "ما تقيش أولادي" ونجاة أنوار، رئيسة جمعية "ما تقيش ولدي" هل نقول لهما كفى من البلاغات المنددة بالاغتصاب؟ أم التراجع عن العمل الجمعوي في مجال محاربة ظاهرة اغتصاب الأطفال مادامت هذه الظاهرة تحتل الصدارة؟ أم نقول لهما اتحدا وكثفا من العمل وابتدعا طرقا جديدة للقضاء على الظاهرة، أم نطالب المسؤولين بوضع مادة قانونية جديدة في القانون الجنائي تقتص من مرتكبي هذه الأفعال كما هو الشأن في بعض الدول أو عرضهم في الشوارع أمام الملأ، وفضح أمرهم حتى يكونوا عبرة لمن سولت له نفسه ذلك، أو إزالة أحد العروق التي تفرز مادة جنسية متهيجة، كما فعلت دول جد متقدمة مثل كندا. [email protected]