تسببت الأزمة الاقتصادية في وضع 800 عاملة فلاحية مغربية في لائحة الانتظار، للالتحاق بحقول ويلبا الأندلسية، بإسبانيا، قصد جني الفراولة. ورغم أن الحكومة المستقلة لإقليم الأندلس، ظلت تصر على أنها تمكنت من تغطية الحاجة إلى اليد العاملة محليا، من قبل مواطنين إسبان في حاجة إلى عمل، أو أجانب مقيمين في البلد، فإن مندوبية الحكومة في الإقليم قررت الاحتفاظ ب 800 عاملة فلاحية مغربية في لائحة الانتظار، تخوفا من عدم التحاق اليد العاملة المحلية، ما يمكن أن يتسبب في خسارة كبيرة للمنتجين. وكانت السلطات الإسبانية المحلية تتوقع أن تحصل على اكتفاء ذاتي من حاجياتها من اليد العاملة لجني الفراولة في حقول ويلبا، خلال هذا الموسم، معتقدة أن الأزمة الاقتصادية ستدفع المواطنين الإسبان والأجانب المقيمين في البلد، إلى البحث عن فرص عمل في الحقول الأندلسية، رغم قساوة ظروف العمل، غير أنها لم تتمكن من توفير 10 آلاف يد عاملة محليا، ما جعلها تلجأ إلى استقطاب اليد العاملة المغربية. وكانت الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (أنابيك)، بدأت، نهاية الأسبوع الماضي، في الرباط، عملية انتقاء 800 عاملة مغربية سيسافرن إلى إسبانيا، ليبقين، لأول مرة، في لائحة الانتظار. ولوحظ، في السنوات الأخيرة، أن عدد العاملات المغربيات في الحقول الأندلسية في تزايد مستمر، نظرا لتفضيل الشركات الفلاحية الأندلسية اليد العاملة المغربية على نظيرتيها الرومانية، أو البلغارية. وقبل الأزمة الاقتصادية، كانت الشركات الفلاحية الإسبانية اعتادت على التعامل مع المغربيات، نظرا لتجربتها "السلبية" مع الرجال في المغرب، معتمدة كمعايير للانتقاء أن تكون المرشحات فلاحات، ومتعودات على قساوة العمل، كما تضع ضمن الشروط الأساسية للتعاقد معهن، أن يكن متزوجات، وأن يكون لديهن أطفال، حتى تتأكد من عودتهن إلى بلادهن، بعد انتهاء موسم جني الفراولة. وتتقاضى هؤلاء العاملات ما بين 800 و900 أورو في الشهر.