ولدت باسم جاكلين ديفيد، عام 1937، في بيرناي، بمقاطعة نورماندي، في فرنسا، ثم تحولت إلى زكية داود، عام 1963، وأصبحت واحدة من أكثر الشخصيات رمزية في الصحافة المغربية. تقول داود إن "هذا الاسم، في الواقع، هو الترجمة الحرفية لاسمي الحقيقي، جاكلين دفيد. كنت وصلت إلى المغرب عام 1958، وبعد عام واحد، حصلت على الجنسية المغربية. وبالتدريج، تحولت جاكلين إلى زكية. والحقيقة، أنني اخترت هذا الاسم المستعار، بناء على طلب مدير مجلة "جون أفريك"، حين كنت أعمل مراسلة لها في الفترة من 1963 إلى 1966. وكان أمهلني خمس دقائق فقط كي أختار الاسم". أما عن مسارها المهني، فتقول "اخترت مهنة أخاذة، زاولتها بكل شغف وحب، وتعرفت على أناس متميزين، أو هكذا بدوا لي في لحظة أو أخرى من حياتي، وكونت نفسي بفضل شبكة من العلاقات معهم، وكذا بفضل أحداث عايشتها عن كثب". وتضيف "حاولت، بدوري، أن أجد لنفسي مكانة في المهنة". يعتبر مفكرون بارزون أنها أضحت رمزا للصحافة، بدءا من حصولها على الجنسية المغربية، وتحولها إلى مواطنة مغربية "تلتزم بالواجبات، وتناضل من أجل حقوق، كان يفتقر إليها المغرب في مرحلة الستينيات" ، وانخراطها في "معركة القلم"، عند بداية عملها الصحفي، ثم اشتغالها، لفترة قصيرة، بالدارالبيضاء، قبل أن تنتقل بعدها للعمل بالرباط في الإذاعة الوطنية بجانب زوجها، أحمد لغلام، الذي كان يشتغل بوزارة الإعلام. خلال كل السنوات التي سبقت ولادة مجلة "لامالف" (لا)، تكونت شخصية زكية داود، إذ حصلت، بالصدفة، على الجنسية المغربية عام 1959 بمعية زوجها المتحدر من أب جزائري وأم مغربية، وأمضت أولى مقالاتها ب "جون أفريك" عام 1963 تحت الاسم المستعار، الذي أصبح مكونا أساسيا لهويتها. لكن الحديث عن زكية داود لا يستقيم دون التوقف عند تجربة مجلة "لامالف" (باللغة الفرنسية)، تلك "الخطوة الكبرى والمغامرة، التي طبعت حياة هذه المرأة، بعد أن حلت بالمغرب سنة 1959 في مرحلة كان فيها البلد يعيش حالة غليان، ويجتاز مرحلة مفصلية ". نشرت زكية داود بدار نشر طارق كتاباً، تروي فيه "سنوات لام ألف"، كما أصدرت كتابا عن رمز مقاومة الريف، محمد بن عبد الكريم الخطابي). وفازت بجائزة الأطلس الكبير2009، عن مؤلفها "سنوات لام ألف"، الذي يعرض قصة تجربتها الإعلامية، وهو مؤلف حامل لشهادة نادرة، استطاعت كاتبته أن توفق بين ثلاثة مستويات من السرد، سيرتها الذاتية، وأحاسيسها بمعية زوجها ورفيقها على درب الصحافة، محمد لغلام، ومساهمتها كمهنية وكحاملة لمشروع التفت حوله نخبة من المفكرين والمبدعين والصحافيين، وكذا ما اعترى تلك المسيرة من عراقيل، في ظل سنوات الجمر والرقابة الذاتية. وأخيرا، نظرتها، من خلال تفاصيل يومية، وأخبار مركبة لحركية المجتمع، ومنطق السلطة، والعلاقات المستترة بين الفاعلين السياسيين والاقتصاديين، مقابل مقاومة أهل الفكر، وثلة من الكتاب والجامعيين. أما في كتابها "عبد الكريم الخطابي: ملحمة من ذهب ودم"، الذي ترجم إلى العربية، فحاولت رسم معالم أسطورة وشخصية القرن، في قالب أدبي وروائي رفيع وبديع. وتحكي، فضلا عن ذلك، عن مختلف فصول حياة هذا المقاوم، ومراحل تجربته، وبطولاته، التي تشكل شريط ومسلسل الحرب التحررية، التي قادها في عشرينيات القرن الماضي، وكان رمزها معركة أنوال، عام 1921.