إذا سألت أي مغربي عن شخص اسمه «جورج بيرو»، وما هي مهنته، لما وجدت على لسانه غير كلمة واحدة: «لا أعرف». وبالرغم من ذلك فإن الطبيب جورج بيرو هو أشهر طبيب فرنسي مغربي مختص في التحول الجنسي في العالم. ولد بيرو بالجزائر ذات يوم من عام 1917، حصل على ديبلوم في أمراض النساء والتوليد من وهران، غير أنه قرر مغادرة الجزائر والاستقرار بالمغرب وبمدينة الدارالبيضاء خاصة، حيث عاش فيها إلى أن توفي عام 1987. ويحكي صديق مقرب من جورج بيرو قائلا «كان طبيبا رائعا أخرج إلى العالم ثلاثة أجيال. غير أنه كان أول طبيب يمارس جراحة من هذا القبيل». زبناء كثر كانوا يأتون إلى عيادته بوسط مدينة الدارالبيضاء من العالم بأسره، وكانت عيادته قبلة لبعض المشاهير من أمثال الفنانة كوكسينيل (جاكلين شارلوت ديفريسنوي التي ولدت ذكرا سمي جاك شارل ديفريسنوي). قام «ت» كوكسينيل سنة 1958 بتغيير جنسه «ا» ذكرا الذكري من خلال عملية جراحية قام بها جورج بيرو في مصحة بارك بالدارالبيضاء، وبذلك أصبح «ت» أول فرنسي يقوم بمثل هذه العمل، وسجل «ت» نفسها في دفتر الحالة المدنية باسم جاكلين شارلوت ديفريسنوي سنتين بعد ذلك. ومن الشخصيات البارزة التي كانت حلت بمصحة الطبيب بيرو، يذكر اسم عارضة الأزياء الإنجليزية أبريل أشلي التي كانت قبل العملية الجراحية جورج جاميسون والتي ولدت في شهر أبريل 1935. ومن زبنائه أيضا المغنية والممثلة والمنشطة التلفزيونية الفرنسية أماندا لير، التي حكيت حولها حكاية مثيرة بشأن تحولها الجنسي. لقد كانت أماندا لير تنكر أنها متحولة جنسيا وتقول إنها مجرد إشاعة أطلقها دافيد بوفي من أجل القيام بدعاية لألبومها الغنائي الأول. غير أن مصادر أخرى قالت إن الرسام الإسباني الشهير سلفادور دالي اكتشف أماندا لير في إحدى المجلات وقام بأداء مصاريف عملية تغيير جنسها لدى الطبيب جورج بيرو. وفي إحدى مذكراتها، قالت أبريل أشلي إن كباريه «لوكاسرول»، حيث كانت تقدم عروضها، استقبل نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، «عضوا جديدا هو بكي دي أوسلو والمدعو ألان تاب، والذي سيعرف فيما بعد باسم «أماندا لير» بعدما غير «ت» جنسه «ا» وتزوج «ت» من شخص اسكوتلندي يدعى لير يوم 11 دجنبر 1965 بهدف وحيد هو الحصول على الجنسية البريطانية.