منع تدفق مياه واد مزيزيل، قرب تاموغروت، الخميس والجمعة الماضيين، زوار موسم الخطوبة في إملشيل من حضور مراسيم الخطوبة والتسوق..زيجات في موسم سابق (أرشيف) إذ تسببت التساقطات المطرية الغزيرة، المصحوبة بعواصف رعدية، في فيضان الوادي المذكور، ما تسبب في تضرر البنية التحتية، وإتلاف محصول التفاح. وعايشت "المغربية" تلك اللحظات، رفقة عدد من الصحافيين، زاروا سوق إمليشل، في إطار "رالي البحيرات"، الذي تنظمه "الجمعية المغربية لسباق السيارات". كان الوصول إلى موسم أكدون سيدي أحمد وامغني (أي سوق إملشيل)، صعبا ومحفوفا بالمخاطر، إذ هوت سيارات في الوحل وغمرتها المياه، وهي تنتظر سيارات "الديباناج"، إلا أن تأخرها جعل بعض السائقين يشمرون على سواعدهم لإزاحة الوحل، وإنقاذ السيارت من الانجراف. وبينما كانت سيارات المتسابقين تسير بتأن، خوفا من أن يجرفها النهر، كان عدد من الأطفال يركضون حفاة، تارة يلوحون بأيديهم، مرددين بصوت مرتفع "اعطيني درهم". وهناك من المتسابقين من يجيبهم بالأمازيغية "أورلي درهم"، ومنهم من جاد بمبلغ مالي للأطفال، أو تبرع بملابسه. وبدا لافتا أنه بمجرد ما اجتاحت الأمطار المنطقة، أصبح السكان في عزلة عن العالم، وجعلت العاصفة الرعدية الزوار يمكثون في الفنادق، وينتظرون هدوءها لزيارة السوق. في اليوم الأول من موسم الخطوبة، كان السوق شبه فارغ، بسبب الفيضانات، وحتى الزيجات لم تلتزم بالطقوس، التي كان معمولا بها في السنوات الماضية، إذ اقتصر عقد القران على توقيع وبصمات العرسان على مجموع الوثائق الرسمية، التي هيأها مسبقا كل من الخليفة وشيخ القبيلة، وحتى الزغاريد وعبارة "صلا وسلام على رسول الله" غابت عن المراسيم. وأكد أحد المسؤولين ل"المغربية" أن عدد الزيجات بلغ 40 زيجة، وأن أغلب الفتيات المتزوجات قاصرات، مضيفا أن أولياء أمورهن يضعون طلبا لدى قاضي القاصرين، مع إضافة مبلغ 160 درهما، كرسوم على الطلب، وانتظار بت القاضي في الطلب، إما بقبول أو زواج القاصرة أو رفضه. من جهة أخرى، أكد المسؤول ذاته أن بين المتزوجين مطلقات ومطلقين، وشيوخا وكهولا، وأن قيمة الصداق تراوحت بين 100 و200 درهم، موضحا أن "هذا لا يعني أن العروس رخيصة في نظر العريس، لأن المرأة، في تلك القبائل، لا تقدر بالأموال، وتختار الزوج على ما يملك من أراض فلاحية، وأغنام، ولأخلاقه، وسمعته في القبيلة".