بات مؤكدا أن يعرض الفيلم السينمائي الجديد "أولاد البلاد"، لمخرجه محمد إسماعيل، ضمن المهرجانات السينمائية الوطنية والدولية، نهاية السنة الجاري، حسب ما علمت "المغربية". وأبرز المخرج المغربي محمد إسماعيل، في حديث ل"المغربية"، أن طبيعة موضوع الفيلم تناقش للمرة الأولى، في الأعمال السينمائية، ما يميزه عن باقي الأعمال السينمائية الجديدة المنتظر أن تتنافس خلال السنة الجارية، مؤكدا أنه يمكن القول إن السينما المغربية سينما قضية، ذلك أن مجموعة من الأفلام أخيرا تطرقت لقضايا عدة، من قبيل الهجرة، والتهريب، وسنوات الرصاص، ومشاكل اجتماعية أخرى، إلا أن مشكل البطالة لشريحة واسعة من المجتمع، ألا وهي شريحة المعطلين من حاملي الشهادات العليا، والذين تزداد أعدادهم سنة بعد أخرى، ظل مغيبا، وبعيدا عن التناول من طرف السينما المغربية حتى الآن. وإنجاز شريط "أولاد البلاد"، يضيف إسماعيل، جاء ليسد هذه الثغرة من جهة، ومن جهة ثانية لنطرح سؤالا كبيرا علينا كمغاربة ألا نخجل من طرحه، أو نتجاهل العواقب التي ستترتب عن غض الطرف عنه، أو عن إهماله والسكوت عنه. وأضاف المخرج المغربي، أنه من خلال هذا الشريط السينمائي يدق ناقوس الخطر، ليقول "إن البطالة لا يمكنها أن تنتج لنا في النهاية إلا عناصر يسهل استقطابها للشر، إن لم نفكر كيف نفتح لهذه العناصر الشابة باب الأمل كي نستثمر سواعدها، وأفكارها، وطاقاتها لما فيه خير البلاد". وتدور أحداث هذا الفيلم السينمائي، الذي انتهى من تصويره نهاية شهر يوليوز الماضي، حول كل من المفضل، وعبد السلام، وعبد الحميد، ثلاثة أصدقاء من مدينة وادي لو، المدينة الصغيرة المطلة على البحر الأبيض المتوسط، ينهون دراستهم الجامعية بالرباط، ليجدوا أنفسهم ضمن الشباب المعطلين. بعد ذلك يقرر عبد السلام وعبد الحميد العودة إلى وادي لو، لربح الوقت والبحث عن المستقبل، وتلافي الانتظار من خلال فرصة عمل كيفما كانت هروبا من البطالة. هكذا سيعمل عبد السلام على أخذ قرض صغير يشتري به حافلة للنقل المزدوج، يربط مدينة وادي لو بباقي المداشر والقرى المجاورة. أما عبد الحميد فسيفتح له "مقهى الإنترنت"، مشروع ستموله جهة أصولية، كي تستغله لتجيش الشباب من خلال إعطائه مواعظ في مسجد وادي لو، ثم مسجد مزواق بتطوان قصد الجهاد في العراق. أما المفضل فسيبقى بالرباط لينضم إلى إحدى جمعيات المعطلين، الحاملين للشهادات العليا، وستربطه علاقة حب عابرة مع صليحة، الشابة المعطلة التي ستتخلى عن دورها في الجمعية لتقرر الهجرة إلى الخليج من طرف مؤسسة خليجية. لا يجد المفضل سبيلا آخر أمامه سوى العودة إلى وادي لو، هناك، وبعد أن تضيق به السبل، سيتخذ قرارا صعبا يختصر به الطريق، كي يربح سريعا، إنه طريق تهريب المخدرات التي عرفت به المنطقة. لتتوالى الأحداث حتى يجد المفضل "الكتامي"، أحد بارونات المخدرات في المدينة، قد قتل من طرف عصابة دولية. وحصل العمل على مبلغ تسبيق من قبل المركز السينمائي المغربي، قدر بثلاثة ملايين و700 ألف درهم (370 مليون سنتيم)، فيما كلف العمل، حسب مخرجه، ما مجموعه 9 ملايين درهم (900 مليون سنتيم)، نظرا لعدد الممثلين المشاركين فيه، وكذا كثرة التنقلات والتصوير الخارجي، بالإضافة إلى تعدد المناظر والديكورات. وأبرز إسماعيل، في حديثه ل"المغربية"، أنه قدم طلبا للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وشركة "صورياد دوزيم"، بهدف المساهمة في الترويج للعمل، إلا أنه لا زال لم يتلق أي رد عن ذلك. ويشارك في هذا العمل كل من رشيد الوالي، ومنى فتو، وحنان الإبراهيمي، ومحمد خيي، وسعد التسولي، وسعيد باي، وربيع القاطي، ورفيق بوبكر، ومحمد بسطاوي، ومليكة العمري، ومصطفى سلمات، ونزهة الركراكي، ومارك صامويل. يذكر أن آخر أعمال محمد إسماعيل، التي قدمت في المهرجانات الوطنية والدولية والقاعات السينمائية الوطنية، فيلم "وداعا أمهات"، هو فيلم يحكي هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل. وتدور قصته حول الروابط المتينة بين عائلتين، إحداهما يهودية والأخرى مسلمة، سيفرق بينهما القدر ليترك بين أيدي واحدة منهما تحقيق مهمة نبيلة. علاقة حب بين شاب مسلم وفتاة يهودية ستقبر في بدايتها بواسطة والدين محافظين جدا. رجل سيقوم بتصفية جميع مشاريعه من أجل الالتحاق بعائلته. حكاية رجل دين يرفض عملية اقتلاعه من جذوره. موجة كبيرة للهجرة والترحيل بين صفوف اليهود بضغط وتوجيه من طرف مصالح الهجرة الإسرائيلية، ستنتهي بمغامرة لعائلات سيجري ترحيلها عبر البحر في باخرة لن تصل أبدا إلى وجهتها.