تأسس "منتدى بويبلان للثقافة والتنمية والإبداع" منذ خمسة أشهر بمبادرة مجموعة من الفاعلين الثقافيين والفنيين، والاقتصاديين، والجمعويين بمدينة تازة، حاملا مجموعة من المشاريع الطموحة، التي يتوخى القيمون عليها النهوض بمدينة تازة بالدرجة الأولى، وتأهيلها وتجميلهاوذلك من خلال وضع تصميمات ومنحوتات، وتنصيبات، ومجسمات، وجداريات لتجميل المجال الحضري للمدينة وتزيين ساحاتها، وفضاءاتها العمومية بمنحوتات ونصب تذكارية تعكس التراث التاريخي، والرمزي، والمخزون البصري لثقافتها المحلية، ينجزها فنانون تشكيليون وصناع وحرفيون، ومهندسون معماريون من المنطقة، حتى يقدموا للزائر معالم ثقافية وفنية تسمح للمدينة بأن تكون في مصاف المدن ذات المقومات السياحية الثقافية، وبرمجة العديد من الأنشطة الثقافية والفنية، التي سيدشنها المنتدى ب "المهرجان الثاني للإبداع النسائي بتازة"، الذي سينظم ما بين 19 و22 نونبر المقبل، بعد أن تعذر تنظيمه في أواخر شهر يونيو الماضي، لقلة الإمكانيات، وعدم استجابة العديد من الجهات لدعم المهرجان. انطلاقا من إيمان المشرفين على هذا المشروع الثقافي والفني الضخم، بكون الثقافة بمختلف تعبيراتها وأشكالها الفنية رافعة أساسية للتنمية، وبكونها تلعب دورا أساسيا في تهذيب نفوس الأفراد والجماعات، وترسيخ الوعي الجمالي وقيم الحضارة المبنية على التسامح والتواصل، ونبذ التطرف والعنف، والمساهمة الخلاقة في إعداد المجتمعات، وجعلها فضاء حقيقيا للابتكار والإبداع، قاموا بتأسيس هذا المنتدى، الذي يحمل اسم بويبلان، ثاني أعلى قمة جبلية بالمغرب بعد جبل توبقال، وهو القمة التي تفتخر بها المنطقة، إلى جانب العديد من المعالم التاريخية والجغرافية، كمغارة فريواطو. وفي تصريح ل "المغربية" ذكر الكاتب والشاعر بوجمعة العوفي، رئيس "منتدى بويبلان للثقافة والتنمية والإبداع"، أن المنتدى يضم مجموعة من الفاعلين الثقافيين والفنيين، والجمعويين، سيساهم فيه كل واحد من مجال تخصصه، ويعمل على النهوض بمدينة تازة وبالإقليم ككل، من خلال إعداد وإنجاز مشاريع وتظاهرات ثقافية وفنية محلية ووطنية ودولية، تضع مدينة تازة وإقليمها على خارطة الإشعاع الوطني والدولي، وتساهم، بالتالي، في جعل العمل الثقافي والفني المحلي يساهم في تحقيق جزء من المشروع التنموي الوطني. وأضاف العوفي أن المنتدى يتشكل من أربع هيئات: الأولى والثانية محليتان (واحدة تنفيذية والأخرى استشارية) تضمان 80 فاعلا في مجالات مختلفة، أما الهيئتان الثالثة والرابعة فهما استشاريتان وشرفيتان (واحدة وطنية والأخرى دولية) تتكونان من فاعلين مقيمين بالمغرب أو خارجه يتحدرون من المنطقة، ومن أصدقاء المغرب. وقال إن "المنتدى ليس بديلا لأي إطار آخر، بل هو مشروع كبير وطموح، يتوخى النهوض بمدينة تازة والإقليم، شأنه في ذلك شأن بعض الجمعيات والمؤسسات الثقافية المغربية الفاعلة، كجمعية فاس- سايس مثلا، وأنه سيكون له مقر رئيسي ومجموعة من الفروع في مختلف مناطق الإقليم". وأشار العوفي إلى أنه رغم انسحاب العديد من المثقفين والكتاب عن الانخراط في الشأن الثقافي والمجتمعي، فإنه ما زال يؤمن بجدوى الثقافة، وبضرورة التضحية من أجل تحقيق العديد من المكتسبات، التي ستعود على الأجيال الصاعدة بالنفع، وقال إن الثقافة "أضحت رافعة ضرورية لكل تنمية، ما دامت التنمية البشرية نفسها، في فلسفتها ومراميها البعيدة، وقبل أن تكون مشروعا ماديا وإجراء اجتماعيا ممكنا، يوفر الموارد والوسائل ويؤهل الاقتصاد والاجتماع، من أجل حياة كريمة للمواطن المغربي، فهي، أيضا، مشروع يهدف إلى إعداد البشر إعدادا صحيحا من خلال تطوير كفاءاتهم، وقدراتهم الفكرية والروحية والإبداعية، للمساهمة في استيعاب وتحقيق الأهداف النبيلة والمرجوة من هذه التنمية. وباعتبار المشاريع التنموية الوطنية، لكي تكون شاملة ومتكاملة العناصر والأهداف، هي بالضرورة مشاريع تتكون من مبادرات تنموية جهوية ومحلية، ولهذا فلا بد من إيلاء التنمية الثقافية المحلية بجميع أصنافها وتعبيراتها الأهمية الضرورية كذلك، كي يتحقق المشروع التنموي الوطني في بعده الشامل والمتعدد والكلي". وأوضح العوفي أن الإرادة والطموح موجودان، لكن المشكل المادي يظل هو العائق الكبير بالنسبة للمشاريع الثقافية والفنية، وقال إنه بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ووكالات التنمية في مختلف الجهات، يمكن للعديد من المشاريع، التي سطرها المنتدى أن تتحقق، خاصة بعد تفاعل العامل الجديد لمدينة تازة عبد الغني الصبار، مع هذا المشروع واحتضانه، ودعمه لبعض مشاريع منتدى بويبلان، كما أن وزير الثقافة بنسالم حميش، كما قال العوفي، لم يتردد في الإجابة على الرسالة التي وجهها له، وفي إبداء رغبته في التعاون مع المنتدى ومساعدة الفاعلين فيه، على تحقيق مشاريعهم وأحلامهم، التي هي أحلام كل المثقفين الغيورين على مناطقهم، وبلدهم وثقافتهم بالأساس. وإضافة إلى الأنشطة الثقافية والفنية و إصدار المجلات والمنشورات، التي يسعى من خلالها المنتدى إلى تأهيل وتفعيل، وتأطير الحياة الثقافية والفنية بالإقليم والجهة، فإنه سيعمل على ربط وتوثيق علاقات تعاون ثقافي وتنموي، وشراكات مع الجمعيات والمؤسسات والهيئات الوطنية والعربية والدولية، ذات الأهداف المشتركة والمماثلة، كما أن المنتدى سيقوم بتأسيس نواد ثقافية وفنية محلية وجهوية ومختبرات للدراسات والأبحاث، التي لها علاقة بالتنمية الثقافية، وإقامة مهرجانات، وتنظيم تظاهرات ومحاضرات، وندوات، ولقاءات، ومعارض، وأنشطة ثقافية وفنية ذات طابع وطني ودولي. ومن بين المشاريع التي سيقوم بها المنتدى في إطار تأهيل وتفعيل بعض الفضاءات الموجودة بالمدينة كي تصبح وظيفية ومنتجة ومندمجة فعلا في محيطها المجالي والجمالي، هناك "ساحة أحراش"، و"فضاء البستيون"، وفضاءا " حديقة تازة العليا" و"الحديقة البلدية"، و" قصبة مسون" التاريخية وغيرها من الفضاءات الأخرى. وتتكون الهيئة التنفيذية المحلية للمنتدى من: بوجمعة العوفي ( شاعر ومترجم وكاتب مهتم بنقد الجماليات) رئيسا، وصباح الدبي ( شاعرة ) النائبة الأولى للرئيس، ومحمد أجنياح ( شاعر وفاعل جمعوي) النائب الثاني للرئيس، وعياد أبلال ( شاعر وباحث سوسيولوجي) كاتبا عاما، و محمد العماري ( منشط موسيقي وفنان أنفوغرافيا ) نائب الكاتب العام، ومهدي بوسحابي (باحث اقتصادي وفاعل جمعوي) أمينا للمال، وعماد المنيعي ( فنان أنفوغرافيا ومصمم ديزاين) نائب أمين المال، إضافة إلى مجموعة من المستشارين.