لجأ مهربو المخدرات إلى ابتكار حيل جديدة للإفلات من الإجراءات المشددة التي اتخذتها السلطات الأمنية والجمركية في ميناء طنجة، بهدف محاربة ظاهرة التهريب. التفتيش الدقيق وأجهزة السكانير قادت إلى حجز كميات مهمة من المخدرات (أيس بريس) ورغم تزويد الميناء بجهازي "سكانير"، ما جعل عدد هذه الأجهزة يصل حاليا إلى ثلاثة، إلا أن المهربين لم ييأسوا من المحاولة، إذ باتوا يعتمدون أساليب جديدة لتجنب سقوطهم في "اختبار السكانير"، بصنع مخابئ سرية داخل سيارات خفيفة، بدل الشاحنات التي تخضع للمراقبة المشددة، وأيضا في أجسادهم، خاصة بطونهم، ما نتج عنه مشاكل صحية، استدعت نقل مجموعة ممن يجري إيقافهم إلى مستشفيات بالمدينة، قصد استخراج المخدرات من أحشائهم، قبل أن تتسبب في مفارقتهم الحياة. وقادت عمليات التفتيش الدقيق إلى حجز كميات مهمة من المخدرات، كانت آخرها، أول أمس الاثنين، عندما ضبطت مصالح الشرطة والجمارك 534 كلغ داخل سيارة خفيفة لوحتها مسجلة في ألمانيا، ويقودها مواطن مغربي. وذكرت مصادر مطلعة، ل "المغربية"، أن "هذه الكمية دست بإتقان وبشكل متفرق في مخابئ بجوانب السيارة (الأبواب، والأرضية)، مشيرا إلى أن التحريات ما زالت متواصلة مع الموقوف لكشف مزوده بهذه المخدرات. وكشفت المصادر أن السلطات المختصة بميناء طنجة حجزت، منذ بداية السنة إلى غاية أول أمس، ما يقارب 15 طنا من مخدر الشيرا، بعد إيقاف عشرات المشتبه بهم من جنسيات مختلفة، من بينهم مغاربة، وفرنسيون، وإسبان، وإيطاليون، وألمانيون، وجزائريون. وأفادت المصادر أن أكبر عملية تهريب أحبطت خلال هذه الفترة، سجلت، في فبراير الماضي، إذ تمكنت المصالح المختصة من ضبط 3 أطنان و200 كلغ من مادة الشيرا. ومكنت نتائج العمليات، التي أنجزتها مصالح الإدارة العامة للأمن الوطني السنة الماضية، من تقليص الكميات المصادرة من القنب الهندي إلى 60 طنا و278 كلغ، مقابل 65 طنا و14 كلغ سنة 2007، والكميات المصادرة من الكوكايين إلى 32 كلغ و167 غراما مقابل 209 كلغ و17 غراما سنة 2007، والكميات المصادرة من المواد المهلوسة إلى 41 ألفا و880 وحدة مقابل 50 ألفا و816 وحدة سنة 2007، في حين ارتفعت الكميات المصادرة من الهيروين إلى 5 كلغ و471 غراما مقابل كلغ واحد و917 غراما سنة 2007. وبالفعل، تبين أنه على مستوى مجموع ولايات ومراكز الأمن، وعلى غرار السنة الماضية، تأتي طنجة في المقدمة بحجز إجمالي يقدر ب 30 طنا و945 كلغ، مقابل 34 طنا و916 كلغ، خلال الفترة نفسها من سنة 2007، تليها أكادير ب7 أطنان و241 كلغ مقابل طنين و42 كلغ، ثم الدارالبيضاء ب7 أطنان و237 كلغ، مقابل 9 أطنان و281 كلغ وتطوان ب4 أطنان و155 كلغ مقابل 3 أطنان و159 كلغ. وفي ما يتعلق بالمقاطعة الإقليمية للناظور، جرى حجز 4 أطنان و512 كلغ مقابل 3 أطنان و830 كلغ. وحسب الإدارة العامة للأمن الوطني فإنه حسب توزيع الكميات المصادرة، وأخذا بعين الاعتبار وجهة هذه الكميات، تبين أن مخدر القنب الهندي يوجه بالأساس للاتجار الدولي بكمية تقدر ب 53 طنا و26 كلغ، في حين أن 7 أطنان و159 كلغ كانت مخصصة إلى الاتجار على الصعيد الوطني، بينما كانت تجارة الكوكايين موجهة في جزء كبير منها للاتجار الدولي ب27 كلغ و587 غراما، مقابل 4 كلغ و545 غراما للتجارة المحلية. وفي ما يتعلق بالهيروين، جرى تسجيل عكس ذلك، حيث وجه كلغ واحد و651 غراما للاتجار الدولي مقابل 3 كلغ و797 غراما للاتجار الوطني. أما بخصوص المواد المهلوسة فقد وجهت كليا للاتجار الوطني ب41 ألفا و235 وحدة. وحسب المصدر ذاته، فإنه يتبين من هذه المعطيات العامة أن حوالي 95 في المائة من الكميات الإجمالية المحجوزة من مخدر القنب الهندي كانت موجهة إلى الترويج على المستوى الدولي، خاصة دول أوروبا الغربية. وإلى جانب عمليات الحجز، التي جرى القيام بها على مستوى الموانئ والمطارات المجهزة بوسائل تكنولوجية للرصد مطابقة للمعايير الدولية، جرى إيقاف، تضيف الإدارة العامة للأمن الوطني،591 مهربا أجنبيا، من بينهم 122 فرنسيا، و148 إسبانيا، و21 إيطاليا، و20 هولنديا، و12 بلجيكيا.