جرى، يوم السبت، افتتاح الشطر الأول من منتزه مولاي الحسن بغابة الشباب بحي باب الجديد، في وجه العموم، باعتباره المتنفس الجديد للمدينة الذي سيوفر لساكنة عاصمة النخيل مساحة جديدة للاسترخاء والترفيه. ويندرج افتتاح هذا المنتزه، الذي أشرف على افتتاحه كل من كريم قسي لحلو والي جهة مراكش- آسفي عامل عمالة مراكش، وسمير كودار رئيس مجلس الجهة، وفاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس الجماعي لمراكش، في إطار الاحتفال بالذكرى التاسعة عشر لميلاد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، حيث سيكون اللولج إليه مجاني. وتقترح هذه البنية التحتية البيئية المدرجة ضمن مشروع "مراكش.. الحاضرة المتجددة"، تجهيزات ومرافق للراحة والترفيه، من باحات لألعاب الأطفال، ونزهات طبيعية ساحرة ، وفضاء للتزلج، ومدار للجري، ومرافق وتجهيزات رياضية. وسيساهم هذا الفضاء البيئي الأخضر، الممتد على مساحة إجمالية تبلغ 17 هكتارا، في تعزيز الفضاءات الخضراء والبنيات الترفيهية بالمدينة الحمراء باعتبارها عاصمة وطنية للسياحة. وإلى جانب زخرفة وجمالية الفضاءات الخضراء، تزداد النزهة روعة وبهاء لدى مشاهدة مختلف المنشآت المائية التي تبعث على الهدوء والسكينة، حيث يتم خفض كمية المياه المستعملة في سقي النباتات عبر اعتماد نظام للتنقيط من أجل تقليل استهلاك تلك المياه، في حين يتم التقليل من المساحات المعشوشبة إلى الحد الأدنى مع سقيها بواسطة نظام الرش. أما بالنسبة لإنارة المنتزه، فقد تم اللجوء إلى استخدام تقنية الصمام الثنائي الباعث للضوء "LED" بالإضافة إلى الطاقة الشمسية. ويشكل هذا المنتزه مكانا للتسلية والترفيه بالنسبة للأطفال، حيث صممت كل مرافقه لمواكبة العائلات. ويشمل أيضا فضاءات للألعاب مخصصة في مجملها للأطفال ابتداء من 3 سنوات ( الغابة والصعود والارتقاء، والطيران والجو، والتزحلق والفضاءات الخضراء ). ومن أجل ضمان التدبير العقلاني والجيد، يتوفر المنتزه على بنيات تحتية تتمركز بها كافة الاحتياجات الضرورية المتعلقة على الخصوص بسقي الفضاءات الخضراء، وتجهيزات لتدبير الإنارة، علاوة على نافورات. ويعد هذا المشروع المستدام والنموذجي من حيث جودة البيئة، ثمرة شراكة بين المديرية العامة للجماعات الترابية، التي بلغت قيمة مساهمتها المالية 42.5 مليون درهم، والجماعة الحضرية لمراكش (1.4 مليون درهم)، ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة (10 ملايين درهم). ويمتد هذا الفضاء، البالغ عرضه 200 متر، والذي بلغت كلفته المالية 53.9 مليون درهم، على مسافة كيلومترين تقريبا بين المامونية والمنارة، مع إيلاء اهتمام خاص لولوج الأشخاص ذوي الحركة المحدودة. ويروم هذا المشروع، الذي استمرت أشغال إنجازه ما يقرب من ثلاث سنوات، تعزيز طابع المدينة الخضراء لمراكش، وتطوير منتزه ل"انزاهة" بين المدينة العتيقة والمنارة، وتوفير أجواء نباتية نموذجية (أشجار الزيتون، بساتين، أشجار النخيل، أحجار ورمال)، والحفاظ على الغطاء النباتي الموجود (أشجار زيتون ونخيل وحدائق وغيرها)، واستكمال عرض مواقف السيارات من خلال إنشاء مواقف سيارات للقرب (إحداث أزيد من 1000 موقف جديد)، وتشجيع التنقل عبر الوضع المرن (راجلون، عربات مجرورة بالخيول، دراجات هوائية، دراجات أجرة، جري). ويهدف هذا المشروع يهدف إلى تحسين ظروف استضافة وتنظيم التظاهرات المؤقتة، وإدماج المنتزه الرياضي الجديد في بيئة ذات قيمة، وتوفير أماكن للاستراحة وأنشطة لجميع الفئات العمرية، والحفاظ على احتياطي عقاري من أجل تهيئات وتجهيزات لاحقة. ويضم منتزه مولاي الحسن كذلك خمسة أرضيات للولوج على الطراز الأندلسي تسمح بولوج متعدد، وأكشاك تضم أنشطة تجارية (مطعمة صغيرة، ألعاب، مراحيض)، وحديقة فريدة من نوعها بالمغرب تضم أشجار الصبار والنباتات العصارية، وتمتد على أزيد من هكتار لتشكل واجهة نباتية مفتوحة أمام الجمهور. وتمت دراسة جميع التهيئات الطبيعية للمنتزه (المواد المستعملة والنباتات والأنسجة والألوان) بدقة، مع احترام تام للمقاربة البيئية التي تهدف إلى إنشاء منتزه متناغم ومندمج بشكل تام في محيطه ومستدام في تشغيله، بالإضافة إلى ذلك، يحظر استخدام الأسمدة وعلاجات الصحة النباتية الكيميائية في هذا المنتزه، في حين يتم التشجيع على استخدام المواد العضوية المحلية.