أصدر كريم قسي لحلو والي جهة مراكشآسفي، عامل عمالة مراكش، نهاية الأسبوع، قرارا إداريا يقضي بتوقيف عون سلطة يعمل بالملحقة الإدارية الحي الجديد بتراب مقاطعة سيدي يوسف بن علي، وعزله من مهامه، على خلفية تورطه في قضية تتعلق ب "الإخلال بالواجب المهني وتشجيع البناء العشوائي". مع تحرير تقرير من اللجنة المختصة بالنبش في القضية، وإحالته على النيابة العامة لإحاطته بالمتعين من إجراءات الزجر القضائية. وحسب المعطيات التي حصلت عليها "الصحراء المغربية"، فإن عزل عون السلطة المذكور جاء بعد عرضه على مجلس تأديبي ترأسه رئيس قسم الشؤون الداخلية بولاية الجهة، بحضور رئيس المنطقة الحضرية سيدي يوسف بن علي ورئيس الملحقة الإدارية الحي الجديد، حيث تم تجريد العون المذكور من دراجة الخدمة والهاتف. وباشرت المصالح الولائية بقسم التعمير بمعية السلطة المحلية تحت إشراف قائد الملحقة الإدارية الحي الجديد مدعومة بالعناصر الأمنية، منذ 13 أبريل المنصرم، حملة واسعة على البناء العشوائي والغير القانوني، أسفرت عن هدم ثماني بنايات عبارة عن فيلات مشيدة بالإسمنت المسلح وسياجات بدون ترخيص على مستوى واحة الحسن الثاني سيدي يوسف بن علي، في الوقت الذي تم تحرير محاضر المخالفات في حق جميع المتورطين طبقا لقانون التعمير رقم 12.90، كما تم تغييره وتتميمه بموجب القانون رقم66.12 المتعلق بمراقبة وزجر المخالفات في مجال البناء والتعمير، وتوجيهها للنيابة العامة لتحريك الدعاوى العمومية وزجر المخالفين. ووفق مصادر "الصحراء المغربية"، فإن هذه العملية لازالت مستمرة وستبقى متواصلة في سياق الصرامة التي ينهجها والي جهة مراكشآسفي لتشديد المراقبة ومحاربة البناء العشوائي، واتخاذ الإجراءات اللازمة في حق المخالفين وسماسرة البناء العشوائي طبقا للقوانين والأنظمة الجاري بها العمل. وأضافت المصادر نفسها، أن منطقة الحزام الأخضر التابعة للملحقة الإدارية الحي الجديد بمقاطعة سيدي يوسف بن علي، تحولت إلى أوراش بناء مفتوحة تم من خلالها استباحة أراضي فلاحية في ملكية الدولة، والتي يتم تجزئتها من طرف سماسرة ومضاربين، وتحويلها إلى فيلات عشوائية أمام صمت السلطات التي لم تتدخل إلا بعد اكتمال هذه البنايات وأصبحت جاهزة للسكن، غير أن عملية الهدم تمت بشكل جزئي. وكشفت عملية هدم عدد من البنايات العشوائية عن واقع التواطؤات، كما بينت الوقائع أن تناسل البنايات العشوائية يقابله صمت مريب من طرف السلطات، والتي لا تتدخل إلا بعد الضغوطات، ولا يتم التدخل إلا بشكل محتشم حيث يتم هدم بعض البنايات بشكل جزئي من أجل ذر الرماد في العيون، قبل عودة المضاربين إلى إصلاح ما تم هدمه ومواصلة عملية البناء من جديد. وكان كريم قاسي لحلو، والي جهة مراكشآسفي، عامل عمالة مراكش، وجه تعليمات صارمة إلى جميع المسؤولين الترابيين بعمالة مراكش، من أجل هدم البنايات العشوائية المخالفة لقانون التعمير، والحد من الاختلالات والتجاوزات التي يعرفها قطاع التعمير بالجماعات الترابية التابعة لنفوذ عمالة مراكش.