تصدر المسلسل التلفزيوني "نصف قمر" للمخرجة جيهان البحار، قائمة الأعمال الخمسة الأكثر مشاهدة على القناة الأولى في رمضان، إذ تابع حلقة الخميس، حوالي 3 ملايين و683 ألف مشاهد، بنسبة بلغت 28.8 في المائة. وفي تقييمه للمسلسل، قال الناقد، أحمد سيجلماسي، بغض النظر عن التكرار والتمطيط في بعض المشاهد، يبدو أن المسلسل الجديد "نصف قمر" للسيناريست والمخرجة جيهان البحار قد توفق في ثلاثة أمور على الأقل هي (الكاستينغ والتشخيص وإدارة الممثلين). فعلى مستوى الكاستينغ، أكد سيجلماسي، أن المخرجة نجحت في اختيار ممثلات وممثلين، من مختلف الأجيال، مناسبين لأغلبية الأدوار. كما توفقت في إدارتهم بالشكل المطلوب، الشيء الذي جعلهم مقنعين في أدائهم بدرجات متقاربة. وإلى جانب الممثلة القديرة عائشة ماهماه والممثلة القوية والتلقائية سناء العلوي، شاهدت ربيع القاطي وفاتحة واتيلي ورفيق بوبكر وماجدولين الإدريسي وابتسام العروسي في أدوار مقنعة ومختلفة نسبيا عن أدوار سابقة لهم في أعمال درامية أخرى. كما أشاد سيجلماسي بأداء الممثلة الشابة الموهوبة ريم فتحي في دور التلميذة (خلود) المصابة بمرض التوحد، الذي شخصته بعفوية ملحوظة نظرا لما تملكه من طاقات وقدرات في التشخيص قل نظيرها عند ممثلات أخريات من جيلها، مشيرا إلى أنه سبق له أن أبدى إعجابه بأدائها في أعمال سينمائية وتلفزيونية سابقة. وإلى جانب ريم، يضيف سيجلماسي، كان أداء كل من الممثلة الشابة ندى هداوي والممثل الشاب أنس الحمدوشي مخالفا للتوقعات بالمقارنة مع دوريهما، مثلا، في مسلسل "لمكتوب" للمخرج علاء أكعبون. وأشار إلى أن لهداوي كانت مقنعة بأدائها المتزن في مسلسلي "ياقوت وعنبر" سابقا و"لمكتوب" حاليا، أما باقي الممثلات والممثلين، مالك أخميس ومنصور بدري ومنال الصديقي ومحمد عيادي وسميرة بلحاج وغيرهم، كان أداؤهم عاديا. ويرى سيجلماسي، أن نجاح جيهان البحار في اختيارها لمشخصي ومشخصات أدوار المسلسل المختلفة وحسن إدارتهم يرجع في جانب منه إلى كونها هي كاتبة السيناريو، التي تعرف شكل ودواخل وظروف كل شخصية من شخصياته، إضافة إلى أنها أيضا تكلفت بالمونتاج. وهذا يعني أنها كانت حاضرة بخيالها وتصوراتها قبل التصوير وأثناءه وبعده أي في لحظات الكتابة الثلاث الأساسية (التأليف والإخراج والمونطاج). تجدر الإشارة إلى أن قصة هذا المسلسل، الذي تبثه قناة "الأولى" يوميا خلال رمضان الحالي، تتمحور بشكل أساسي حول الحياة اليومية لأسرتين وبالخصوص حول المعاناة الناتجة عن فعل إجرامي تمثل في استبدال رضيعة الأسرة الأولى برضيعة الأسرة الثانية عند ولادتهما بإحدى المصحات الطبية، وما ترتب عن ذلك من مشاكل نفسية واجتماعية وغيرها.