تناقلت الصحف الإسبانية على نطاق واسع خبر اكتشاف شركة Europa Oil & Gas البريطانية المتخصصة في التنقيب عن الغاز والنفط في المغرب، أزيد من مليار برميل من المعادل النفطي القابل للاستخراج بدون أي مخاطر بساحل إنزكان، قرب مدينة أكادير، مبدية تحسرها لوجود هذه الحقول غير بعيد عن جزر الكناري، وتحديدا 175 كيلومترا عن شمال شرق جزيرة "لاغراسيوسا". وكتبت أن "المغرب محظوظ باكتشاف هذه الثروة، متسائلة كيف أن شركة "ريبسول" الإسبانية سبق أن أجرت عدة محاولات للتنقيب بالقرب من هذه المنطقة، ما بين سنة 2001 و2014، لكنها تخلت عن المشروع، بعدما أفادت أن الاكتشافات المفترضة لن يكون لها الحجم الكافي أو الجودة المطلوبة. وتوقعت الصحيفة الإسبانية المتخصصة في الطاقة (El Periódico de la Energía )، أن تبلغ قيمة هذه الاكتشافات، مع الأخذ بعين الاعتبار السعر الحالي للنفط، ما يعادل 100 مليار دولار، مقسمة على جميع سنوات الإنتاج، مع خصم تكاليف الاستخراج وتوزيع أرباحها بين جميع المشاركين. وكتبت "أ ب س" بدورها أن المخزون النفطي الذي عثر عليه المغرب هائل جدا". وقالت "إل كونفِدِينسيال" إن قيمة هذه الاكتشافات النفطية، التي وجدت على مساحة بحرية تُقدر ب11.228 كيلومترا مربعا، تمثل تقريبا الناتج المحلي الإجمالي للمغرب، الذي بلغ في 2020 ما يعادل 112.9 مليار دولار. من جهته، أفاد موقع Atlantico hoy، في تحليله لخبر الاكتشافات النفطية بالمغرب، أن الرباط سعت منذ فترة طويلة إلى أن تصبح قوة في مجال الطاقة، وباشرت البحث والتنقيب منذ أكثر من 20 عامًا في المياه الواقعة تحت سيادة المغرب، بل ظل دائما يقوم بتكوين الفنيين والمتخصصين في هذا المجال. وأضافت أن الإعلان عن هذه الاكتشافات تزامن مع فترة باتت فيها الطاقة من القطاعات الاستراتيجية، التي تراهن عليها أكثر دول العالم. بمقابل ذلك، تأسفت جل الصحف الإسبانية عن توقف مدريد، منذ ما يقرب عقدا من الزمان، عن البحث عن النفط. فوفق بيانات وزارة التحول البيئي بالحكومة الإسبانية، فإنه منذ عام 2014 ، لم يطلب أحد تصاريح التنقيب في مجال الهيدروكربونات، باستثناء تصريحين إقليميين في أستورياس وأراغون، إلا أن الشركات المكلفة، مثل BNK Petroleum تخلت عن البحث وأغلقت مكاتبها سنة 2016. وقال الخبير الإسباني في الطاقة رامون رودريغيز: "تعتبر إسبانيا من البلدان التي لا يُعرف ماذا يخبئ باطن أرضها، لأنه لم يتم تخصيص موارد مالية مهمة لهذا الأمر".