رصد المعهد الوطني للجيوفيزياء ارتفاعا جديدا في أسراب الزلازل، خلال الأسبوعين الماضيين، بمنطقتي الدريوش والحسيمة، بعد تسجيل هدوء مؤقت بداية 2022 للنشاط الزلزالي الاستثنائي المستمر منذ أزيد من سنة. وانتقل معدل الهزات الأرضية المرصودة يوميا من حوالي 20 هزة إلى 40 هزة، بلغت أقصى درجاتها، ظهر أول أمس السبت، 4.4 درجات على سلم ريشتر قبالة ساحل إقليم الدريوش. وقال ناصر جبور، رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء، إنه بعد تراجع الهزات إلى أقل من معدل 20 هزة خفيفة يوميا بعد عام استثنائي (2021)، عاود معدل النشاط الزلزالي حاليا الارتفاع بالوصول إلى 40 هزة يوميا. وحسب ناصر جبور، لا يعرف إلى أي حد ستستمر هذه النسبة، وهل سترتفع أم تنخفض مستقبلا، الأمر الذي يجعل هذه الظاهرة دائما تحت المراقبة الدقيقة لحظة بلحظة. وأوضح جبور، ل"الصحراء المغربية"، أن العدد المرصود حاليا محصور تقريبا في حدود 40 هزة على كل رأس 24 ساعة، بحيث يمكن أن يصل معدل هزة أو هزتين خلال فترة شهر ونصف الشهر تقريبا إلى مستوى 4 درجات على سلم ريشتر، مشددا على أن هذه الحركات تكون دائما في عرض البحر، وقد تقترب في بعض الأحيان من الشاطئ، ثم تعاود الابتعاد من جديد. وأعلن رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء أن هذا النشاط يبقى مستمرا وغير منقطع بهذا الشكل الذي يلاحظ لأول مرة في المغرب، بحيث جرى تسجيل أسراب زلازل متسلسلة ومستمرة خلال مدة طويلة امتدت لأزيد من سنة. وعزا جبور أسباب تزايد النشاط الزلزالي بهذه المنطقة إلى مفعول الجيولوجيا المحلية، التي تسببت في هذا النشاط، من خلال تداخل بنيات جيولوجية من مصادر مختلفة، مبرزا أن هناك بنيات جيولوجية سطحية، وأخرى نسبيا عميقة، ليست لها الخصائص نفسها، ما يجعل الاحتكاك في ما بينها على شكل هزات صغيرة أكثر، ومن حين لآخر يولد هزة أعلى من حيث القوة. ولفت الانتباه، أيضا، إلى أن هذه الهزات تحدث في أعماق تمتد بين كيلومترين إلى غاية 40 كلم في عرض البحر، الأمر الذي يجعل حتى أعماق البؤر تعطي بدورها خصائص لزلازل مختلفة. وذكر أن المرصد لديه وسائل للمراقبة لتتبع هذا النشاط الزلزالي بشكل مستمر، قصد رصد كل التغييرات المفاجئة، لحظة بلحظة، علما أنه لأول مرة يجري تسجيل ظاهرة الأسراب الطويلة المدى بالمغرب. وبخصوص الهزات القوية المرصودة خلال الأسبوعين المنصرمين، سجل المعهد الوطني للجيوفيزياء، بالإضافة إلى هزة، أول أمس السبت، والتي بلغت قوتها 4.4 درجات على سلم ريشتر، قبالة ساحل إقليم الدريوش، هزة أرضية أخرى، يوم الثلاثاء المنصرم، بلغت قوتها 4.1 درجات على سلم ريشتر، بعرض ساحل إقليم الدريوش أيضا. كما سجل السبت ما قبل الماضي هزة أرضية بلغت قوتها 4.3 درجات على سلم ريشتر، بعرض ساحل إقليم الدريوش كذلك. يشار إلى أن المعهد الوطني للجيوفيزياء سجل 13486 هزة أرضية في حصيلة النشاط الزلزالي لسنة 2021، تراوحت قوتها بين حوالي درجة واحدة، و5 درجات على سلم ريشتر. واعتبر ناصر جبور أن حصيلة السنة الماضية كانت استثنائية، بحيث سجل هذا الرقم القياسي لأول مرة في المغرب، علما أنها كانت لا تتجاوز 1300 هزة إلى 1600 هزة سنويا. كما أوضح أن 80 في المائة من هذه الهزات المرصودة يسجل في عرض البحر قبالة سواحل إقليمي الدريوش والحسيمة، وتكون غير محسوسة.