أكد المشاركون في ندوة افتراضية نظمها، الثلاثاء، المركز الجهوي للاستثمار لجهة مراكش-آسفي، على أهمية الرقمنة والتجارة الالكترونية بالنسبة للمقاولات الصغيرة والمتوسطة، مبرزين أن التحول الرقمي الناجح يعتبر شرطا أساسيا لاستدامة أي مقاولة. وأشاروا إلى أن جائحة كوفيد 19 أدت إلى تغير كبير في سلوك المستهلكين وزيادة استخدام الوسائل الرقمية، لاسيما التجارة الإلكترونية. وشكل اللقاء الخامس، الذي نظم حول موضوع "التجارة الإلكترونية: عامل للنمو ما بعد كوفيد للمقاولات الصغيرة والمتوسطة "، ضمن لقاءات المركز الجهوي للاستثمار، فرصة للمشاركين لمناقشة الطرق الكفيلة بتحسين مردودية المقاولات من خلال التجارة الالكترونية والرقمنة. واستهل هذا اللقاء بمداخلة تطرق من خلالها محمد أمين سبيبي، مدير قطب الدفع الاقتصادي والعرض الترابي بالمركز الجهوي للاستثمار مراكش-آسفي، إلى الإستراتيجية الرقمية للمغرب الهادفة إلى تأهيل البنيات التحتية ودمقرطة الولوج وأيضا تحويل المغرب إلى منصة رقمية حقيقية. وأضاف سبيبي، أن هذه الإستراتيجية الهامة مصحوبة بدينامية وبالتوجه العالمي نحو الاقتصاد الرقمي، مشيرا إلى أن رقم المعاملات في الصناعة التجارة الرقمية يصل الى 8 مليار دولار سنة 2018 والذي عرف نموا بمعدل 20 في المائة خلال ثلاث السنوات الموالية ( أربعة آلاف مليار دولار سنة 2021). وأوضح أنه رغم هذا النمو والارتفاع الذي يعرفه النظام الاقتصادي، تبقى السوق العالمية متأثرة بالمنافسة الشرسة وتعدد الأخطار. وبخصوص المغرب، أوضح المتحدث أن 91 في المائة من المقاولات المغربية لديها موقع في الانترنت و 88 في المائة تستعمل شبكات التواصل الاجتماعي و56 في المائة تتوفر على تطبيقات خاصة بالهواتف النقالة و21 في المائة تبنت شكلا من أشكال الذكاء الاصطناعي، مؤكدا على اهمية المجال الرقمي في عالم ريادة الأعمال. وخلص إلى القول، إن المغرب يعد سوقا في تحول كبير وأن التجارة الرقمية تمثل فرصا كثيرة خاصة لدى المقاولين الشباب الذي يعملون على بناء مشاريعهم ارتباطا وثيق مع التكنولوجيا الرقمية وفي مختلف القطاعات كالنقل والفندقة. من جانبه، أوضح حمزة أبو الفتح متخصص في مجال التكنولوجيا الحديثة، الذي دخل عالم المقاولة في سن 17 سنة بتأسيس شركة "جنيوس للتواصل"، قبل أن تصبح الرقم واحد في احتواء المواقع بتحقيقها لرقم معاملات سنوي يقارب المليارين سنتيم، أن التجارة الرقمية تعتبر اليوم مرآة للتجارة بالمغرب التي تعرف عدة صعوبات من بينها القطاع غير مهيكل الذي يبقى عائقا كبيرا في تطوير التجارة الرقمية، بالنظر إلى كون جزء مهم من العاملين في القطاع غير المهيكل يفضلون التجارة عبر الانترنيت والأداء المباشر لتفادي أداء مستحقات أنشطتهم للدولة. ودعا أبو الفتح، في هذا الاطار، إلى تحفيز التجار على التصريح بأنشطتهم التجارية لأن هذا من شانه أن يكون له اثر كبير على مستوى التجارة الرقمية. وأشار صاحب "جينيوس" المقاولة المتخصصة في استضافة البوابات والمواقع الإلكترونية، الى تسجيل نمو ملحوظ للتجارة الرقمية خلال جائحة كوفيد 19، الشيء الذي يدعو إلى العمل على تعزيز هذا المنحى للحفاظ على المستوى المتصاعد لهذه التحارة، مشددا على ضرورة تشجيع البيع المباشر. ولا يخفي حمزة رغبته الكبيرة في مواصلة توسيع نشاطه في توفير استضافات للمواقع الإلكترونية وتسجيل أسماء النطاقات، خاصة وأن نشاط مقاولته بالمغرب، مكنه من نيل حصة تعادل ال20 في المائة من حجم سوق تنافسي ويشهد تواجد عدد كبير من الشركات. بدوره، أكد ناصر زريول رئيس مقاولة Tribaliste المتجر الإلكتروني المتخصصين في الحرف اليدوية المغربية للديكور الداخلي، أن الصناعة التقليدية تعد قطاعا مهما للاقتصاد المغربي، خاصة وأنه يشغل عددا هائلا من اليد العاملة، فضلا عن الإيرادات التي يوفرها. وأوضح زريول أن شريحة كبيرة من الصناع التقليديين التي يباع منتوجها عبر الانترنيت غير قادرين على الولوج إلى عالم الرقمنة، وهو ما يطرح إشكالية كثرة الوسطاء الذين ينشطون في هذا المجال. وطالب، في هذا الصدد، بإيجاد حلول مناسبة تستجيب لمتطلبات العصر الحديثة وتجعل الصانع التقليدي قادر على عرض منتوجاته للزبناء المفترضين دون الحاجة إلى المرور عبر الوسطاء. وأكد منصف دادون مستشار وخبير في التحول الرقمي، على أهمية التجارة عبر الأنترنت التي شهدت نموا في ظل جائحة كورونا، وأصبحت تشكل فرصة للمقاولات العاملة في قطاع التجارة الإلكترونية لتزدهر. وبعد أن أوضح أن التكنولوجيا تتطور بسرعة فائقة، أشار دادون إلى أنه قبل إطلاق أي مشروع لابد من تقديم نظرة عامة حول المشروع إلى جانب توضيح الإستراتيجية المراد إتباعها من أجل تحقيق النتائج المطلوبة. وشكلت النسخة الرابعة للقاءات المركز الجهوي للاستثمار، المنظمة من قبل المركز الجهوي للاستثمار لجهة مراكش – آسفي، مناسبة لإجراء نقاش مفتوح وبناء حول الوسائل الكفيلة بضمان انتقال ناجح نحو اقتصاد أخضر مستدام. يذكر أن النسخة الأولى من هذا الموعد الشهري، تناولت موضوع "الاختلاط بالمقاولة كرافعة للأداء والاستدامة"، فيما انصبت النسخة الثانية على النسيج الصناعي بالجهة وقوة الانتعاش الاقتصادي للقطاع الصناعي في سياق الجائحة. وتناولت النسخة الثالثة من هذه اللقاءات موضوع "السياحة الإيكولوجية .. صمود، إنعاش وإعادة ابتكار في جهة مراكش – آسفي".