في مواصلة للمجهودات الحثيثة لإنقاذ الطفل ريان، 5 سنوات، ستشرع فرق الإنقاذ بعد لحظات في أشغال الحفر الأفقي بالحفرة الموازية للثقب المائي الذي سقط فيه الطفل ريان، بجماعة تمروت بإقليم شفشاون، بعدما تواصلت أشغال الحفر العمودي طيلة ليلة الخميس – الجمعة. وفي هذا الصدد، أعلن عبد الهادي التمراني، عضو لجنة التتبع التابعة للخلية المكلفة بمحاولة إنقاذ الطفل ريان، أن فرق الإنقاذ تتكلف حاليا بإزالة الأتربة المشكوك في إمكانية خطر سقوطها، وأن الحفر وصل حاليا إلى عمق 30 مترا وأكد التمراني في تصريح للصحافة، صباح اليوم الجمعة، أن عميات الحفر الأفقي تعتبر أخطر وأعقد مرحلة، وذلك بوجود خطر الهدم والردم وانجراف التربة، موضحا أن "الحفرة هي عبارة عن تل كبير ويمكن في أي لحظة أن يتهدم فوق رؤوس العاملين إن لم نأخذ الاحتياطات اللازمة". وأضاف التمراني أنه "خلال هذه المرحلة سيتم إنزال أطر متخصصة للقيام بعمليات الحفر الأفقي لأزيد من 4 أو 5 أمتار"، ولكن قبل ذلك، يوضح المسؤول، "لا بد من تأمين محيط الحفرة التي توجد بالمحاذاة مع الحفرة التي يوجد بها بها الطفل ريان مخافة أن انجراف التربة"، مضيفا أن هذه العملية تجري بناء على ملاحظات وتعليمات التقنين المتخصصين مشيرا إلى أن عمليات الحفر والإنقاذ لم تتوقف على مدى الأيام الثلاثة (24 ساعة على 24 ساعة). وأبرز عضو لجنة التتبع أن "الحفر الأفقي تستعد لإنجازه بعد لحظات فرق متخصصة لكن لا بد من تأمين المحيط والمكان مخافة انجراف التربة الهشة جدا أو سقوطها على هذه الفرق أثناء عمليات الحفر" قائلا "ما يجري في هذه اللحظات هو إزالة كل ما هو مشكوك فيه من الأتربة الخطيرة حول الحفرة من أجل تأمين واستقرار المكان قبل نزول هذه الفرق". وعن خروج الآليات الثقيلة والجرافات المكلفة بالحفر من حين إلى آخر "من 10 إلى 15 دقيقة"، لفت المسؤول إلى أن هذا أمر طبيعي بوجود خطر انجراف وسقوط الأتربة بالمكان، وأنه لا يتعلق بأي أمر آخر، موضحا أن ذلك يجري بأمر من الفرق الداعمة المتكونة من فريق من الطوبوغرافيين والمهندسين المدنيين والعشرات من عناصر السلطات المحلية والوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات المساعدة بإشراف مباشر من السلطات الإقليمية، التي تقوم بجهود متواصلة منذ مساء الثلاثاء لإنقاذ الطفل ريان، معتبرا أن ذلك من شأنه حماية حياة جميع الأرواح البشرية للمكلفين والمساهمين في عمليات الإنقاذ "رغبتنا هي أن يكون الجميع بخير وأن نحافظ على سلامة الجميع وألا نسقط فيما لا تحمد عقباه". وعن الطفل ريان قال التمراني إن الأمل في الحياة موجود وكبير ويظل قائما إلى أن تثبت غير ذلك اللجنة الطبية، ومضى قائلا "آملين في أن ننجح في ذلك.. الطفل لم يأكل لكن تزويده بالأكسجين مستمر على مدار الثانية والدقيقة.. أملنا كبير في أن يكون ريان على قيد الحياة". وعن المدة المتبقية لإنقاذ الطفل الذي يوجد لأزيد من 72 ساعة في الثقب المائي العميق "بئر" لم يجزم المسؤول بتحديدها قائلا "لا يمكن التحكم في ذلك لأن حالة التربة تتغير من متر إلى آخر وإزالة بعض الأتربة المشكوك فيها يمكن أن يستغرق أكثر من ساعة" معيدا القول بأن "العملية جد معقدة وصعبة وخطيرة، وأن السرعة والتهور لا يمكن أن تخدم هذه العملية ويمكن أن تشكل خطرا على حياة الطفل ريان وكذا الفرق المكلفة بالإنقاذ وأنه لم يتبق إلا القليل"، مشددا على أن مهمة انقاذ الطفل وحماية سلامة فرق الإنقاذ مهمة اللجنة المتتبعة ومهمة الجميع".