توفرت ل "الصحراء المغربية" معطيات إضافية حول التحقيقات المنجزة بخصوص جريمة القتل العمد ومحاولة القتل في حق مواطنتين أجنبيتين، أول أمس السبت، بكل من مدينة أكاديروتزنيت، للموقوف مرتكبها المفترض، الذي يوجد تحت تدبير الحراسة النظرية، على خلفية البحث القضائي الذي أمرت به النيابة العامة المختصة بفتحه، للكشف عن الملابسات والدوافع والخلفيات الحقيقية، التي كانت وراء تنفيذه هذه الأفعال الإجرامية. فحسب ما أكدته مصادر تتابع مجريات التحقيق، فإن الأبحاث التي تقودها مصالح الشرطة القضائية، التي شملت بالخصوص مراجعة الملف الطبي للمشتبه فيه، البالغ من العمر 31 سنة، والتدقيق في مختلف محتوياته، أظهرت أن مرتكب هذه الجريمة يخضع، ومنذ مدة طويلة، لمتابعة طبية تحت إشراف أخصائي في الأمراض العقلية بالمستشفى الجهوي في تزنيت. وذكرت المصادر ذاتها أن المعطيات نفسها زكت بشكل كامل ما وصلت إليه الأبحاث الأولية حول خضوع المشتبه فيه للعلاج بالمؤسسة الصحية نفسها خلال فترات مختلفة، كان آخرها خلال شهري شتنبر-أكتوبر من السنة المنصرمة، وذلك بعد دخوله في حالة نوبة عصبية حادة، تسبب على إثرها في إلحاق خسائر مادية بمدخل فندق بمدينة تزنيت، قبل أن يجري ضبطه من قبل السلطات المختصة وإيداعه رهن الاستشفاء العقلي. وأشارت مصادر على اطلاع بالبحث إلى أن عمليات التفتيش المنجزة بمنزل عائلة المشتبه فيه بمنطقة "بويزكارن" ضواحي مدينة كلميم، قد مكنت من حجز عدة أدلة ومؤشرات مساعدة في البحث، من بينها علب أقراص طبية وعقاقير توصف ضمن العلاجات النفسية، تتضمن على الخصوص مضادات الاكتئاب ومهدئات عصبية قوية. وأبرزت المصادر نفسها أن المعطيات المتوصل إليها خلال هذه المرحلة من البحث، تؤكد ارتكاب المشتبه فيه لمحاولة انتحار فاشلة بمنزل والديه خلال سنة 2012، بسبب دخوله في حالة نفسية حادة، حسب ما هو متضمن في السجلات الطبية والإدارية التي توثق لهذه المرحلة الزمنية. وكانت المديرية العامة للأمن الوطني أصدرت، أول أمس، بلاغين قدمت من خلالهما تفاصيل هذه المأساة وما أعقبها من تطورات وأبحاث ميدانية قبل إلقاء القبض على المشتبه فيه. وجاء فيهما أن المشتبه فيه، وهو بدون سوابق قضائية، كان قد رصدته كاميرا محل تجاري بالسوق البلدي بتزنيت وهو يعرض مواطنة أجنبية من جنسية فرنسية، تبلغ من العمر 79 سنة، وتقيم بإحدى الخيمات القريبة من المدينة، لاعتداء جسدي بواسطة السلاح الأبيض أفضى لوفاتها، ليتم إيداع جثتها المستشفى رهن التشريح الطبي. وذكرت أن المعني بالأمر، ومباشرة بعد ارتكاب جريمته، لاذ بالفرار ليلقى عليه القبض بعد ذلك بمدينة أكادير بعدما حاول ارتكاب اعتداءات جسدية في حق زبائن مقهى بالشريط الساحلي، من بينهم ضحية من جنسية بلجيكية نقلت إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية.