يتوقع أن تنجز المندوبية السامية للتخطيط، مطلع السنة المقبلة، ثاني بحث وطني حول العائلة، من أجل توجيه السياسات العمومية في مجال العائلة بالمغرب. وسيشكل هذا البحث، الذي سيتم إنجازه باعتماد تقنية "كابي"، باستعمال الألواح الإلكترونية، قاعدة معطيات مندمجة متنوعة حول العائلة المغربية، كما سيقوم بتشخيص مفصل للعائلة المغربية المعاصرة وآليات تكيفها وتطلعاتها الجديدة وشبكاتها الأسرية لمواجهة التحولات الاجتماعية والديمغرافية والاقتصادية التي يشهدها المغرب. ويهدف هذا البحث، الذي شرعت المندوبية السامية للتخطيط، بإعداد الوثائق المنهجية له السنة الجارية، وتتوقع الشروع في تجميع معطياتها بالميدان مع بداية السنة المقبلة، إلى تشخيص التحولات التي شهدتها البنيات العائلية خلال السنوات الأخيرة بالمغرب، وتقييم أثارها على السلوكيات الديمغرافية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للسكان. وحسب معطيات حصلت عليها "الصحراء المغربية"، سيتم مراجعة الملف المنهجي للبحث الوطني حول العائلة، حسب مخرجات البحث التجريبي، الذي سيتم إنجازه مع نهاية السنة الجارية. كما يتوخى البحث الذي يهم عينة تتكون من حوالي 15 ألف أسرة تمثل مختلف الشرائح الاجتماعية وجهات المملكة، دراسة شبكات التضامن العائلي والاجتماعي. وسيسجل البحث الوطني حول العائلة، الذي يعد ثاني بحث من هذا النوع بعد البحث الذي أنجز سنة 1995، التغيرات التي طرأت على البنيات العائلية. وسيقوم البحث فضلا عن ذلك، بدراسة مسارات الشبكات العائلية وتقييم الشرائح العائلية من حيث الأمن والتضامن العائلي والتضامن بين الأجيال، وكذا دراسة عملية تكوين وتفتت وإعادة تكوين الأسر والعائلات بارتباط مع السلوكيات الديمغرافية للسكان المغاربة. وستتبع المندوبية السامية للتخطيط، من خلال هذا البحث الذي ستدوم عملية تجميع معطياته في الميدان 6 أشهر، الحركية الجغرافية للسكان في إطار القرار العائلي بارتباطه بالتحولات السوسيو- اقتصادية والديمغرافية للنواة العائلية. كما سترصد المندوبية، علاقات النوع الاجتماعي داخل العائلة من خلال دور كل من الرجال والنساء داخل المؤسسة العائلية، خاصة منها تلك المتعلقة بتدبير الموارد ودور الوالدين داخل العائلة في تربية الأطفال. وسيقوم البحث، أيضا، بتحليل العائلة باعتبارها مؤسسة للتنشئة الاجتماعية والترابية والتكوين ونقل القيم والتوجيه. وستضع المندوبية من خلال هذا البحث الوطني، تقييما لمواقف السكان حول مستوى وظروف عيش عائلاتهم وحول معرفتهم بحقوقهم وانشغالاتهم واهتماماتهم، بالإضافة إلى تصوراتهم الجديدة حول الشبكات العائلية. وسيقدم البحث فضلا عن ذلك، دراسة للتحولات العائلية وتأثيرها على السكنى والسكن.