أفاد البروفيسور كمال المرحوم الفيلالي، رئيس مصلحة الأمراض الوبائية والتعفنية في المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد في الدارالبيضاء، أن عالم البحث العلمي العالمي ينكب حاليا على مجموعة من الدراسات والأبحاث السريرية تهم مكافحة فيروس كوفيد، ضمنها استباق البحث لإنتاج لقاحات مقاومة للفيروس بشكل شامل، بغض النظر عن متحوراته، إلى جانب البحث حول توفير لقاحات تأخذ عبر الأنف ولقاحات أخرى تجمع ما بين سلالات فيروس الأنفلونزا الفصلية "لاكريب" وفيروس "كوفيد". وينضاف إلى ذلك سريان أبحاث سريرية موازية حول إمكانية استعمال اللقاحات لدى الفئات العمرية أقل من 5 سنوات، بالنسبة إلى لقاح فايزر، ولأقل من 3 سنوات بالنسبة إلى لقاح سينوفارم. وتندرج هذه الأبحاث في إطار الآفاق المستقبلية التي يشهدها حقل ابتكار وصناعة اللقاحات الموجهة ضد هذه النوعية من الفيروسات، في سياق المعطيات الوبائية الحالية، التي تؤكد استمرار الفيروس ووجوب تعايش الإنسان معه وتطوير استراتيجيات التعاطي معه وتفادي استمراره كوباء، وإنما كفيروس موسمي، وفقا لما تحدث عنه كمال الفيلالي خلال مداخلته في ندوة نظمتها الجمعية المغربية لأمراض التنفس، عن بعد، ليلة أمس الاثنين، أطرها البروفيسور مولاي هشام عفيف، رئيس الجمعية المغربية لأمراض التنفس، والبروفيسور مولاي الطاهر العلوي، رئيس اللجنة العلمية للتلقيح ضد كوفيد19، وشارك في محتواها كل من الدكتور عبد الحكيم يحيان، مدير مديرية السكان بوزارة الصحة والبروفيسور رشيدة السليماني بنشيخ، مديرة المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية. وبخصوص الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد لفيروس كوفيد19، أكد المرحوم أمانها من التسبب في مخاطر صحية وأهميتها البالغة في الحماية من الفيروس، استنادا إلى معطيات واقع الممارسة اليومية في القطاع الصحي، المحلي أو الدولي، حيث سجل انخفاض في فعالية الجرعات الأولى والثانية ضد الفيروس، بعد مرور فترة تتراوح ما بين 6 إلى 8 أشهر من الخضوع للجرعة الثانية، ما يتسبب في تناقص المضادات الجسمية وإصابة ملقحين بعدوى الفيروس، ضمنهم أشخاص تعرضوا لمضاعفات خطيرة تطلب استشفاؤهم داخل أقسام الإنعاش. وبلغة مطمئنة، تحدث اختصاصي الأمراض الوبائية والتعفنية عن أمان الجمع ما بين نوعين من اللقاحات عند الخضوع لجرعة ثالثة، لمساهمة ذلك في منح قوة أكبر للجهاز المناعي لحثه على صناعة مضادات جسمية قادرة عن مواجهة عدوى محتملة للفيروس. وينطبق الأمر نفسه بالنسبة إلى اللقاحات المتوفرة على شكل حقنة واحدة، مثل جونسون، إذ يمكن منح جرعة ثانية من اللقاح نفسه أو من لقاح فايزر يضيف المرحوم. وأشار الاختصاصي نفسه إلى أن الأبحاث الجارية تكشف عن مستقبل اللقاحات الموجهة لمكافحة فيروس كوفيد، إذ يرتقب ارتفاع كميات إنتاجها دون أمل في تسجيل انخفاض في سعرها، ضمنها اللقاحات من نوعية جزيئات البروتيين الخاصة بالفيروس المتسبب في كوفيد19، ناهيك عن عقد الرهان العلمي على مساهمة اللقاحات الممنوحة عبر الأنف في الحد من نشر عدوى الفيروس، وعلى مساهمة الأبحاث الجارية في تقديم معطيات أوفى حول مدة بقاء المناعة لأجل اتخاذ قرارات معقولة بخصوص الحقنات التذكيرية.