نفت البروفيسور أمينة بركات، عضو اللجنة العلمية والتقنية، أن يكون تسريع وتيرة التلقيح له علاقة باقتراب انتهاء صلاحية اللقاحات، مؤكدة أن الدولة تتوفر منذ أكثر من 50 سنة على برنامج وطني للتلقيح من أنجع وأنجح البرامج في الصحة وله لوجستيك مهم وفعال جدا، لأنه لا يمكن أن نقتني اللقاحات دون أن نضبط تواريخ صلاحيتها وسلسلة الحفاظ عليها وتخزينها وتنقيلها من مكان إلى آخر، « وبالتالي ما يسري على البرنامج الوطني للتلقيح يطبق على برنامج التلقيح ضد فيروس كوفيد 19». وذكرت البروفيسور بركات، في لقاء مباشر على صفحة وزارة الصحة، لتقديم توضيحات حول اللقاح المضاد لفيروس كوفيد-19، أن الدولة المغربية كانت من بين الدول السباقة لتمكين مواطنيها من اللقاح ضد هذا الوباء وتوفير الجرعات الكافية لتمكين المواطنين من الولوج إلى الحماية من الفيروس الفتاك.
وأفادت البروفيسور بركات، أنه لا يوجد أي لقاح أو دواء في أي مكان آمن 100 في المائة، حيث إن منظمة الصحة العالمية تعطي الترخيص لاستعمال أي لقاح إذا كان ناجعا فقط بنسبة 50 في المائة، « ونحن لدينا لقاحات في المغرب ناجعة بنسبة 80 أو90 في المائة وآمنة بدرجة عالية خاصة أن الدراسات السريرية أثبتت نجاعتها وسلامتها. وأضافت المتحدثة ذاتها أن الوباء عبر العالم لا يزال يقاوم وأن هناك دولا ملقحة أكثر منا بدأت تعيش انتكاسة وبائية لأنها لم تحافظ على التدابير الاحترازية والوقائية، ما يعني أن التلقيح مهم، مع ضرورة التقيد بهذه التدابير لأنها وسيلة ناجعة للتصدي لانتكاسة أخرى، «وأي انتكاسة تكون صعبة على جميع المستويات الصحية الاجتماعية والاقتصادية»، موضحة أن الشخص غير الملقح معرض للوفاة 11 مرة أكثر من الملقح و10 مرات أكثر من الملقح للوصول إلى الإنعاش. وحول إمكانية وجود جرعة رابعة، أكدت البروفيسور بركات أنه لا توجد حاليا أية معطيات علمية تتحدث عن الجرعة الرابعة، كما أنه ليست هناك أية تخطيطات استراتيجية وطنيا في ما يخص هذه الجرعة، «لكن الحديث حاليا منصب حول الجرعة الثالثة، ونتمنى أن تؤكد المعطيات العلمية المرتقبة في الشهور المقبلة أن الجرعة الثالثة ناجعة لعدة شهور وأن يتوقف الوباء عن الانتشار». وحول الأشخاص الذين لديهم موانع التلقيح، أوضحت المتحدثة ذاتها أن الناس الذين لديهم انتفاخ في المسالك الهوائية، أو الذين لديهم الحساسية المفرطة الخطيرة ممنوع عليهم اللقاح مطلقا، مشيرة إلى أن هناك مسالك بالمستشفيات يمكن اتباعها للحصول على وثيقة تمكّنهم من التنقل بحرية بما أن اللقاح ممنوع عليهم. ونفت عضو اللجنة العلمية والتقنية، أن يكون اللقاح سببا في الوفاة أو الشلل، موضحة أن المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية يشتغل وفق معايير عالمية مصادق عليه من طرف المنظمة العالمية للصحة، وأنه منذ أن بدأت عملية التلقيح يتتبع هذا المركز جميع حالات الأعراض الجانبية المعلن عنها، لكن حتى الآن لم يتم تسجيل أية حالة وفاة بسبب اللقاح أو حالة شلل، مؤكدة أن هناك مغالطات كثيرة في مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الخصوص. وحول أهمية الجرعة الثالثة، أفادت المتحدثة ذاتها أنه لوحظ عبر العالم أن عددا كبيرا من الناس الذين دخلوا أقسام الإنعاش، إما ملقحون مر على تلقيحهم أكثر من 6 أشهر على أخذ الجرعة الثانية أو يعانون من أمراض مزمنة أو مسنين فوق 65 سنة، مشيرة إلى أن الأمر المتفق عليه هو أن المناعة تبقى فعالة لمدة 6 أشهر يجب بعدها تعزيزها بجرعة ثالثة. وأكدت البروفيسور بركات أهمية التلقيح في الحماية من هذا الوباء الفتاك، مشيرة إلى أنه حتى الآن تسبب في وفاة 14 ألفا 456 حالة وفاة، منهم 32 طفلا بين 12 و17 سنة و47 امرأة حامل خلال الموجة الثانية و6 حوامل خلال الموجة الأولى، داعية المواطنين إلى التلقيح والتقيد بالتدابير الاحترازية والوقائية.