سلط مشاركون في ندوة نظمت بجناح المغرب بالمعرض العالمي «إكسبو دبي 2020»، الضوء على فرص الاستثمار التي تتيحها المملكة في عدد من القطاعات. فخلال هذه الندوة، التي شارك فيها على الخصوص وفد من الاتحاد العام لمقاولات المغرب، والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، تم التذكير على الخصوص بأن المغرب شهد خلال العقدين الأخيرين، تطوير شبكة مهمة من البنيات التحتية الطرقية والصناعية والمينائية، وبلورة سياسات قطاعية، وتكوين موارد بشرية متخصصة، جعلت منه أرضية جاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة. وأوضح المتدخلون أن المغرب أضحى بفضل الجهود، التي بذلها خلال العشرين سنة الماضية، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، المتمثلة أساسا في تبني سياسة للتسريع الصناعي في عدة قطاعات، خاصة منها قطاعا السيارات والطيران، فضلا عن إبرام أزيد من ستين اتفاقية للتبادل الحر، يوفر بيئة مزدهرة وآمنة للاستثمار، ومنصة قارية مفضلة للأعمال وبوابة لا مناص منها نحو الأسواق الإفريقية. وشددوا في هذا الصدد أنه على الرغم من التأثيرات السلبية والصعوبات التي واجهها الاقتصاد المغربي جراء جائحة فيروس كورونا المستجد، إلا أن المقاولات المغربية، أبانت بفضل واقعيتها، ودعم الدولة لها عن متانة استثنائية، مبرزين أن المملكة تعمل حاليا، تحت قيادة صاحب الجلالة على استثمار دينامية ما بعد الجائحة، خاصة عبر تبني نموذج تنموي جديد، من أجل تسريع مسيرة التقدم الاقتصادي والاجتماعي، وولوج مرحلة جديدة من النمو . وفي هذا السياق استعرض شكيب لعلج رئيس الاتحاد العالم لمقاولات المغرب المؤهلات التي تزخر بها المملكة، خاصة في مجال توسيع الربط الكهربائي وإنشاء البنيات التحتية الطرقية والمينائية، على غرار ميناء طنجة المتوسط، الذي يعد من أهم الموانئ في العالم، وميناء الناظور غرب المتوسط، الذي يوجد قيد الإنشاء، فضلا عن المشروع الرائد لميناء الداخلة الأطلسي، مضيفا أن هذه المؤهلات المهمة، تنم عن رؤية واضحة حول مستقبل المملكة، تنضاف إلى النموذج الجديد للتنمية الذي سيقدم أجوبة سريعة وبراغماتية لكل القضايا التي يتعين إيجاد حلول لها . وأشار من جهة أخرى الى أن النهوض بعلامة «صنع في المغرب» تعد من ضمن أولويات المملكة، مما سيتيح عبر تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية، الولوج الى سوق يشمل نحو 1.2 مليار مستهلك، مضيفا أنه لا يمكن تحقيق هذا الطموح إلا من خلال خفض الكلفة الطاقية بنسبة 50 في المائة، واعتماد الطاقات النظيفة مما سيساعد على تحفيز النمو . وعلى هامش الندوة قال سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بالرباط، العصري سعيد الظاهري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المملكة المغربية التي تمتلك بنية تحتية عصرية ومتينة، أضحت توفر العديد من فرص الاستثمار في شتى المجالات، منها قطاعات الاتصالات والمواصلات والطرق، والفنادق، مبرزا أن المغرب لديه قطاع سياحي نشط، يسهم بشكل فعال في تحقيق النمو الاقتصادي للبلاد . وأكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة، تعتبر من البلدان الأوائل التي تستثمر في المغرب، بفضل الروابط المتميزة بين البلدين والتي ما فتئت تتعزز بدعم من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية. ويشارك المغرب في المعرض الدولي «إكسبو دبي 2020» بجناح ضخم يعكس تنوعه، الإنجازات الاقتصادية والثقافية والعلمية، لمملكة عريقة ضاربة جذورها في التاريخ. ويشكل الجناح المغربي في هذا الحدث الدولي، منصة لتقاسم رؤية المملكة الاستراتيجية لمستقبل أكثر استدامة، وفضاء للوقوف على الإرث الحضاري، لأمة ذات تاريخ ألفي، وبحكم تموقعه في قلب «منطقة الفرص» القريبة من جناح البلد المضيف، دولة الإمارات العربية المتحدة، وغير بعيد عن ساحة الوصل، القلب النابض لموقع «إكسبو 2020 دبي»، يوفر الجناح فضلا عن معرض دائم، برمجة فنية، ثقافية، اقتصادية وعلمية متنوعة، وغنية وملهمة. ويقام «إكسبو دبي 2020 « الذي تأجل تنظيمه السنة الماضية، جراء جائحة فيروس كورونا، على مساحة 4.38 كلم مربع، تحت شعار «تواصل العقول وصنع المستقبل». وتعتبر هذه التظاهرة الدولية، التي تشكل أكبر تجمع ثقافي في العالم، حاضنة الأفكار الأكثر تأثيرا في العالم، إذ يحفز على تبادل الرؤى الجديدة ويلهم التحرك نحو إيجاد حلول واقعية لتحديات العالم الحقيقية. وسيتيح «إكسبو 2020 « لملايين الزوار، الاطلاع على تجارب أكثر من 200 جهة، بما في ذلك دول، ومنظمات متعددة الأطراف، وشركات، ومؤسسات تعليمية، من خلال آلاف التظاهرات والتجارب الاستكشافية المبهرة.