طالب رئيس المجلس الأعلى للبجا محمد الأمين ترك، دول الترويكا بالتواصل مع المجلس بصورة مباشرة وصحيحة للوقوف على حقيقة ما يجري في شرق السودان، وعدم الاكتفاء بالاستماع لطرف واحد. وأوضح أن من شأن ذلك أن يمكن الترويكا من المساعدة بشكلٍ أفضل على تجاوز هذه التحديات. وكانت مجموعة الترويكا المكونة من بريطانيا والولايات المتحدة والنرويج، أصدرت بيانا طالبت فيه بضرورة حل أزمة شرقي السودان بشكل عاجل، معربة عن دعمها للحكومة الانتقالية في السودان. يأتي ذلك في وقت يواصل مجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة لشرق السودان إغلاق موانئ بولاية البحر الأحمر وطريق الخرطومبورتسودان وخط السكة الحديدية منذ أكثر من 3 أسابيع ضمن تصعيده من أجل تنفيذ مطالبه. استغرب عبد الله أوبشار، مقرر مجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة بشرق السودان، ما سماه جمود حكومة الفترة الانتقالية في التعامل مع قضية شرق السودان. وأوضح أن إغلاق شرق السودان سيستمر إلى حين إلغاء مسار شرق السودان في اتفاق جوبا. من جهته قال وزير شؤون مجلس الوزراء السوداني خالد عمر يوسف إن إغلاق شرقي السودان أدى إلى خنق البلاد. وأضاف أن هناك جهات داخل السلطة ذات ميول انقلابية تسعى لاستغلال أزمة السودان لتهيئة الشارع للقبول بانقلاب، مضيفا أنه ستتم مواجهة أي عملية انقلابية. وقال وزير الصناعة السوداني إبراهيم الشيخ في تصريح إن تولي المكون المدني لرئاسة مجلس السيادة سيبدأ الشهر المقبل، مشيرا إلى أن الالتزام بموعد تسليم رئاسة المجلس السيادي للمدنيين يعبر عن احترام الوثيقة الدستورية والالتزام بسيادة القانون. من جهته، قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إن الدولة تبذل جهودا من أجل معالجة قضية شرق السودان. وأكد البرهان، خلال لقائه وفد الإدارة الأهلية في ولاية جنوب دارفور، حرصه على استقرار الفترة الانتقالية وضمانِ نجاحها، وصولاَ إلى مرحلة التحول الديمقراطي. من جهة أخرى، بحث مسؤول أممي أول أمس السبت مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان في العاصمة الخرطوم تحديات الفترة الانتقالية وأزمة شرق البلاد. ومنذ أيام، يتصاعد توتر بين المكونين العسكري والمدني في السلطة الانتقالية بسبب انتقادات وجهتها قيادات عسكرية للقوى السياسية على خلفية إحباط محاولة انقلاب يوم 21 شتنبر الماضي. وقال بيان صادر عن إعلام مجلس السيادة الانتقالي إن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان التقى بمكتبه (في الخرطوم) رئيس بعثة الأممالمتحدة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان «يونيتامس» فولكر بيرتس، حيث تطرق اللقاء للأوضاع بالبلاد والتحديات التي تواجه الفترة الانتقالية. بدوره، أفاد بيرتس في تصريحات إعلامية بأن اللقاء يأتي ضمن سلسلة اللقاءات التي أجراها مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وعدد من أعضاء مجلس السيادة، وذلك بهدف التركيز على القضايا الموضوعية والحقيقية أمام عملية الانتقال في السودان. وأكد أن اللقاء مع رئيس مجلس السيادة تناول العلاقة بين المكونين المدني والعسكري بجانب الأوضاع في شرقي السودان، مشيرا إلى ضرورة معالجة قضية الشرق باعتبارها قضية وطنية يجب النظر إليها بعين الاعتبار. ومنذ 17 الماضي، يغلق المجلس الأعلى لنظارات البجا كل الموانئ على البحر الأحمر والطريق الرئيسي بين الخرطوموبورتسودان شرقي البلاد، احتجاجا على ما يقول إنه تهميش تنموي تعاني منه المناطق الشرقية. ويدعو المجلس القبلي إلى إعادة تشكيل حكومة الفترة الانتقالية من كفاءات مستقلة (دون انتماءات حزبية ولا سياسية)، وعقد مؤتمر قومي لقضايا الشرق، ينتج عنه إقرار مشاريع تنموية فيه. ومنذ 21 غشت 2019 يعيش السودان فترة انتقالية تستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام في الثالث من أكتوبر 2020.