أخذت مدينة مراكش إشعاعها الدولي لما تتفرد به من خصوصيات لا توجد في المدن المغربية الكبرى، والتي تجعل منها رزمانة وافية ومتكاملة يجد فيها السياح المغاربة والأجانب على حد السواء كل ما يستهويهم لقضاء أيام ممتعة تريح النفس وتدخل الطمأنينة عليها أملا في استرجاع الطاقة والحيوية للجسم. وترتكز العناصر التي تتفرد بها مراكش لترويج وجهتها السياحية في كل أصنافها الثقافية والبيئية وسياحة الأعمال والمؤتمرات والرياضية والبيئية وغيرها، على مجموعة من المؤهلات التي تتوفر عليها خاصة بالمناطق المحيطة بالمدينة، من ضمنها منتجع أوريكا الواقع بسفوح جبال الأطلس المتوسط، حيث يتحول خلال فصل الصيف بأشجاره ومياه وديانه إلى ملاذ ووجهة مفضلة للباحثين عن الهواء "البارد" والخضرة المنعشة والهاربين من أشعة شمس مراكش الحارقة التي تشتد خلال هده الفترة من السنة. وشكل المنتجع السياحي أوريكا، وجهة مفضلة لعشاق السياحة الجبلية، إحدى الركائز الهامة في الإشعاع الذي تعرفه مدينة مراكش على المستوى الوطني والدولي، وجهة لايزال بريقها أخاذا، للاستمتاع بكل ما تجود به الطبيعة بطقسها المعتدل في فصل الصيف. ويعتبر هذا المنتجع الغلاب بتضاريسه الجبلية، واحدا من المواقع التي يفضلها المراكشيون وزوار المدينة الحمراء مغاربة وأجانب، هروبا من حرارة مراكش، بعدما تغيبوا عنه بسبب فيروس كورونا الذي كانت له انعكاسات سلبية على المقاهي والمطاعم ومحلات بيع القطع التقليدية والأثرية المتواجدة بقلب هذا المتنفس الطبيعي، حيث أبدت الطبيعة زينتها للزائرين والباحثين على المناظر الخلابة المؤثثة بالمياه الجارية في الوديان التي تحيط بها مساحات خضراء مليئة بأصناف متعددة من الأشجار والنباتات ذات الروائح الفيحاء. وينقسم زوار منتجع أوريكا، الذي يتوفر على مؤهلات سياحية مهمة تتمثل في مجموعة من الفنادق المصنفة وغير المصنفة بالإضافة إلى المقاهي ذات الطابع الجبلي، إلى قسمين منهم من يفضل أن يقضي عطلة الأسبوع في هذا المنتجع، ومنهم من يقضي أياما في أحضان طبيعة أوريكا الحلابة. ويسعى الزائرون لهذه المنطقة، التي تبعد عن مدينة مراكش بحوالي 50 كيلومترا إلى اغتنام الفرصة لاستكشاف طبيعة عيش الساكنة المحلية والوسائل التي تستخدمها في التنقل من منطقة إلى أخرى رغم صعوبة التي يلاقونها في ذلك، بالإضافة إلى الوقوف على حفاوة استقبال ساكنتها ومدى حسن ضيافتهم لضيوفهم على الخصوص ولزوار المنطقة، عبر تقديم لهم مختلف الأكلات التي اعتادوا على استحضارها للترحيب بهم والتي تتميز بنكهاتها النابعة من التوابل والنباتات المحلية المستعملة. ويشكل الطريق الواقع على ضفاف وادي أوريكا محطة خصبة للتعريف ببعض العادات والتقاليد الأمازيغية، إضافة إلى بيع منتوجات محلية تتمثل في صناعة الفخار والزرابي والصناعات التقليدية اليدوية التي يعشق السياح والزوار اقتناءها للاحتفاظ بها في منازلهم، لتذكرهم بين الفينة والأخرى بتلك اللحظات والذكريات الجميلة التي قضوها بالمنطقة. وحسب إسماعيل عمراوي، الكاتب العام للمجلس الإقليمي للسياحة بالحوز، فإن المنتجع السياحي لاوريكا يجمع بين السياحة الداخلية والخارجية، حيث تفضل عدد من الأسر أن تقضي يوما كاملا تحت ظلال أشجار أوريكا، وبين جداول الماء البارد. وأضاف عمراوي في لقاء مع "الصحراء المغربية" أن المناظر الخلابة للمنتجع السياحي لمنطقة أوريكا ذات المؤهلات الطبيعية المتفردة تجدب عشاق السياحة الجبلية خاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع، من أجل الاستمتاع بمزيج طبيعي لا يقاوم، حيث ينسي الزائر ولو لساعات صخب الحياة اليومية وتزوده بطاقة ايجابية تساعده على استئناف الدراسة أو العمل في أجواء مريحة. وأشار الكاتب العام للمجلس الإقليمي للسياحة بالحوز إلى أن المنطقة الجبلية لأوريكا التي تعرف توافد السياح المغاربة والأجانب المولعين بالسياحة الإيكولوجية، تتميز بشلالات مياهها وخريرها الذي ينساب من أعالي الجبال، وبواديها الذي يشكل أحد أبرز المسارات المائية بإقليم الحوز بجهة مراكش تانسيفت الحوز، بالإضافة على كونها مكانا للاستجمام والاستمتاع بالطبيعة الخلابة التي ظلت تشكل متنفسا لسكان المدينة الحمراء، يتخذونها مجالا للنزهة والترويح عن النفس خلال أيام العطل.