تحولت مجموعة من المركبات السياحية والمؤسسات الفندقية والمنتجعات الطبيعية بمدينة مراكش، إلى قبلة ووجهة مفضلة لعدد من الأسر المغربية، لقضاء العطلة الربيعية، التي تزامنت هذه السنة مع ارتفاع نسبي في درجة الحرارة. وتبقى مراكش الواجهة الأولى على الصعيد الوطني السياحي، ويعزى ذلك إلى التنوع الطبيعي والثقافي والتاريخي والحركية التي تطبع المدينة الحمراء ليل نهار، إضافة إلى سخونة الجو والشبكة الطرقية والبرامج التي تطرحها وزارة السياحية ، وهي عوامل تشجع الأسر المغاربة على اكتشاف المغرب السياحي.
وأرجع مدير مؤسسة فندقية، في اتصال ب"كش24″ هذا الإقبال المتزايد للأسر المغربية على هذه المؤسسات السياحية، إلى العروض التي يجري طرحها لتشجيع السياحة الداخلية وقدوم عدد من الأفواج السياحية.
وحسب مصدر مسؤول بالمجلس الجهوي للسياحة بمراكش، فإن هناك برامج متنوعة وحجوزات فاقت المقاييس، رغم الركود الذي تعرفه السياحة الدولية، لأن عطلة فصل الربيع بمدينة مراكش، تزامنت مع العطل الربيعية بعدد من الدول الأوروبية، خاصة السوق الفرنسية التي تفضل وجهة المدينة الحمراء لقضاء العطلة الربيعية والاستمتاع بالمآثر التاريخية والمناظر الطبيعية التي تزخر بها.
وأضاف نفس المصدر في اتصال ب"كش24″، أن المجلس الجهوي للسياحة بمراكش، قرر وضع مخطط بشراكة مع المكتب الوطني المغربي للسياحة من أجل النهوض بالسوق الداخلية، باعتبارها ثاني سوق بعد السوق الفرنسية.
وأشار إلى أن مدينة مراكش تتوفر على عروض سياحية مهمة ومتنوعة تتلاءم مع انتظارات السياح المغاربة سواء على مستوى المنتوج أو على مستوى الأثمنة، مؤكدا أن حوالي عشرين وحدة فندقية التي تحتوي على 12 ألف سرير ، تقدم عرضا مغريا مخصصا للأسر المغربية، فضلا عن مجموعة من المؤسسات الترفيهية التي ستمكن أفراد الأسر من قضاء عطلهم في أحسن الظروف.
وأوضح نفس المصدر، أن وزارة السياحة، بادرت بتنسيق وتعاون مع مجموعة من المؤسسات الفاعلة في هذا الميدان، بشن حملة "كنوز بلادي" التي تعرض على السائح المغربي أسعارا خاصة في الفنادق، مشترطة في ذلك أن يتم الحجز عن طريق وكالات الأسفار.
ويجمع المهتمون على أن تنشيط السياحة الداخلية يمكن أن يساهم في إنعاش النشاط الاقتصادي وإضافة مزيدا من مناصب العمل، كما يساهم في تمكين المغاربة من اكتشاف المآثر التاريخية والروائع الطبيعية التي تزخر بها مدينة مراكش.
ومن بين المنتجعات الطبيعية المعروفة التي تستقطب العديد من الاسرالمغربية، منطقة مولاي إبراهيم الواقعة في إحدى مرتفعات الأطلس الكبير والبعيدة عن مدينة مراكش بحوالي 50 كلم، وتعتبر من المواقع السياحية التي تغري بالمشاهدة وتستأثر باهتمام زوار المدينة الحمراء، وتشكل منطقة مولاي إبراهيم الجبلية، ملجئا للطبقات الفقيرة من المواطنين، إذ أضحى الوجهة المفضلة للمواطنين البسطاء، الهاربين من شمس مراكش الحارقة لما تتميز به المنطقة من مناظر طبيعية وجبلية خلابة.
وتعد منطقة أوريكا الواقعة بسفوح جبال الأطلس المتوسط، من بين المنتجعات الطبيعية التي يعشق زوار مدينة مراكش زيارتها على امتداد فصول السنة، لكن خلال فصل الربيع تتحول بأشجارها ومياه وديانها إلى ملاذ ووجهة مفضلة للباحثين عن الهواء"البارد" والخضرة المنعشة والهاربين من الحرارة التي تعرفها مراكش خلال هده الفترة من السنة. وتتميز المنطقة الجبلية لأوريكا التي تعرف توافد السياح المغاربة والأجانب المولعين بالسياحة الإيكلوجية ، بطقسها البارد وشلالات مياهها وخريرها الذي ينساب من أعالي الجبال، وبواديها الذي يشكل أحد أبرز المسارات المائية بإقليم الحوز بجهة مراكش تانسيفت الحوز، بالإضافة على كونها مكانا للاستجمام والإستمتاع بالجو"البارد" والطبيعة الخلابة التي ظلت تشكل متنفسا لسكان المدينة الحمراء،يتخذونها مجالا للنزهة والترويح عن النفس خلال أيام العطل.
وتبقى منطقة أربعاء تغدوين، أو العوينة كما يحلو للمراكشيين تسميتها، وهي جماعة قروية تنتعش من مائها وطينها، والواقعة بين سفوح جبال الأطلس الكبيرباقليم الحوز، على بعد حوالي 64 كيلومتر من مدينة مراكش، ، من بين المنتجعات الطبيعية، التي تعرف توافد الأسر المغربية من مختلف جهات المملكة، خاصة وأن سحر الفضاء الذي تمنحه طبيعة خلابة بين جبال الأطلس الكبير والحقول يغري بالزيارة لكل باحث عن الاستجمام والهدوء، حيث الخضرة ومياه نهر "آزات" المنسابة من بين الجبال قبل أن تصل إلى ذروتها في صبيب لا متناهي على شكل شلالات صغيرة.