وقعت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال، التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، اتفاقية شراكة وتعاون مع مجلس جهة الداخلة وادي الذهب، أمس الاثنين على هامش أشغال ندوة علمية وطنية نظمت بمقر مجلس الجهة، حول موضوع "الجهوية والسياسات العمومية الترابية بالأقاليم الجنوبية: مقاربات مجالية وتنموية". وحسب المنظمين، تهدف هذه الشراكة إلى تعزيز ورش الجهوية، ومد الجسور بين البحث والتنمية حول قضايا ذات راهنية على المستوى الجهوي وتقييم الفعل العمومي الترابي في بعده الحقوقي والتنموي والمجالي عن طريق تبادل الخبرات والمعارف العلمية، وتشجيع التكوين والبحث والتدريب في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وكذا الاشتغال على مبادرات ومشاريع مشتركة بشأن الترافع عن القضايا الوطنية الكبرى، وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية. وأكدد ينجا الخطاط، رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب أن ورش الجهوية المتقدمة استكمل هياكله القانونية والتنظيمية، و الرهان معقود اليوم على تفعيل مقتضياته مع القطاعات الحكومية وفق التوجيهات الملكية السامية، التي تروم الإقلاع التنموي الشامل للأقاليم الجنوبية وجعلها في مرتبة الريادة. ومن جهته صرح الأستاذ فريد الباشا، عميد كلية الحقوق أكدال، أن البعد الاستراتيجي للجهوية المتقدمة، ليس ترتيبا إداريا وتقنيا بل هو تحول في طريق تدبير المجال الترابي وتحديث هياكل الدولة ودعم التنمية المندمجة. وأضاف أن "مرتكزات الشراكة، التي نحن بصددها، ستساعدنا على الربط بين خلق المعرفة والابتكار الجامعي لتقوية القدرات التنافسية للجهة، وأن الربط بين السياسة الجهوية وحقوق الإنسان يرجعنا للمكانة التي يوليها صاحب الجلالة لكرامة المواطن أيا من كان وفي أي مكان". وأما الأستاذ أحمد بوجداد، منسق فريق ابن خلدون أنه لتقييم السياسة الجهوية وترابية السياسات العمومية يجب تثمين هذه الشراكة، التي من شأنها تدعيم الجهوية كمشروع استراتيجي في كل أبعاده التنموية والمجالية. ومن جانبه، أكد أحمد الصلاي رئيس جمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي بجهة الداخلة ووداي الذهب، إلى أهمية إشراك المجتمع المدني كتفعيل الديمقراطية التشاركية في بعدها التنموي والمجتمعي. يشار إلى أن هذه الندوة تنظم في إطار الدبلوماسية الجامعية من خلال انطلاق الدورة الأولى للجامعة الموسمية للسياسات العمومية الترابية من طرف كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، اكدال- الرباط، بشراكة مع مجموعة البحث ابن خلدون، وبتعاون مع جهة الداخلة وادي الذهب وجمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي. يذكر أن هذه الجامعة الموسمية يؤطرها مجموعة من الأساتذة والباحثين والممارسين المهتمين بالموضوع، من أجل تدارس قضايا ومداخل التنمية المجالية والسياسة الجهوية، لتمكين المغرب من منظومة متكاملة للحكامة الترابية وتعزيز بناء دولة القانون، أساسها تحديث تدبير هياكل الدولة على المستوى اللامركزي وتكريس نجاعتها وفاعليتها، وتقريب الإدارة من المواطن وجعله شريكا وفاعلا في السياسات العمومية، حسب تأكيد المنظمين.