أعلن، مساء امس الجمعة بالداخلة، عن تأسيس "منتدى الداخلة للمواطنة والمجال"، كأحد مخرجات مائدة مستديرة تمحورت حول "تثبيت مبادرة المغرب بالحكم الذاتي على ضوء مسار العملية السياسية للأمم المتحدة". وحسب ورقته التأسيسية "إعلان الداخلة"، يسعى هذا الإطار، الذي يقوم على المعرفة والتنظيم والرصد والتتبع والتكوين والتقييم واليقظة، إلى مواكبة التحولات البنيوية العميقة التي عرفتها قضية الوحدة الترابية للمملكة منذ 2007 على المستوى الدولي والقاري والإقليمي والجهوي والمحلي. وأشار "إعلان الداخلة" إلى أنه، بالموازاة مع هذه التحولات العميقة في القضية الوطنية، شهد المغرب دينامية سياسية ودستورية ومجالية ترابية تنموية، استهدفت في عمقها ميلاد مغرب جديد يقوم على تثمين الأرض والإنسان، ومنه تكون الحاجة إلى بناء إطار للتفكير الجماعي والمصاحبة المؤسساتية وتأهيل العنصر البشري وتقديم المواكبة والاستشارة العلمية. وأوضح أن إطلاق "منتدى الداخلة للمواطنة والمجال" على شكل مركز للتفكير يجعل من أهدافه العمل في مجالات المواطنة باعتبارها إجابة على الإشكالات الذاتية والحقوقية الجماعية والفردية، والتركيز على المجال باعتباره وعاء للتنمية والعيش المشترك. ووفقا للمؤسسين، يعد هذا الإعلان بمثابة التأسيس لمقاربة تجمع بين فرص مكتسبات الشرعية الدولية في دعم مقترح الحكم الذاتي والدينامية السياسية والدستورية التي يشهدها المغرب، والمكتسبات المجتمعية المحلية الناتجة عن مقتضيات قوانين التنظيم الترابي التي تقوم على الثنائية التفاعلية الإيجابية بين الإنسان والمجال الترابي. وأكد هؤلاء، في ندوة صحفية نظمت بالمناسبة، أنه تم الرهان على "إعلان الداخلة" من أجل الوقوف على التطورات المفصلية التي عرفتها قضية الوحدة الترابية للمملكة، وكذا التطورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والدستورية التي تشهدها بلادنا. وأضافوا أن تأسيس هذا المنتدى يأتي استثمارا للإصلاحات والتطورات التي عرفها المغرب في ما يتعلق بالجهوية، ولمواكبة البعد الإفريقي للمملكة من خلال جهة الداخلة وادي الذهب التي تعد الواجهة الأساسية للمغرب في هذا المجال، ثم المساهمة في التكوين والتأطير للمورد البشري الذي يوجد اليوم في صلب النموذج التنموي للبلاد. وأشاروا إلى أن "هذا المنتدى، وهو إطار للتفكير يضم مجموعة من المراكز البحثية، يعبر عن جيل جديد من المراكز برؤية جديدة ومنهجية متجددة وبآليات اشتغال تتسم بالإبداع والابتكار والتميز". ويجمع المنتدى ثلة من الأساتذة الجامعيين والخبراء المتخصصين في القضايا الدولية والسياسات الأمنية والدراسات الاستراتيجية والترابية التي تهم تطور المغرب وتفاعله داخل محيطه المغاربي والعربي والمتوسطي والإفريقي والدولي. وتضم قائمة المؤسسين كلا من السادة أحمد الصلاي (جمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي بجهة الداخلة – وادي الذهب)، وعبد الرحيم منار اسليمي والحسين اعبوشي (المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني)، وسعيد الخمسي (مؤسسة مغرب الجهات)، وصبري الحو وسعيد أولعنزي تاشفين (المركز المغربي للحريات والحقوق)، وعبد الفتاح البلعمشي (المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات). وشكلت المائدة المستديرة، التي نظمتها، مساء أمس الخميس، جمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي بجهة الداخلة – وادي الذهب، فرصة لبحث مستجدات القضية الوطنية، واعتماد قراءة مفصلة في القرار الأخير لمنظمة الأممالمتحدة.