في الوقت الذي لم تجف فيه فاجعة فيضانات طنجة التي أودت بحياة 28 عاملا خلال الشهر المنصرم، عاشت مدينة تطوان المجاورة لها، أمس الاثنين، سيناريو مماثل، ويوما مرعبا جراء هطول تساقطات مطرية غزيزة أغرقت مجموعة من أحياء ومنازل وشوارع المدينة. كما جرفت السيول عددا من السيارات، وألحقت خسائر مادية، بينما نجا مواطنون حاصرتهم السيول من الغرق بأعجوبة. وعلمت "الصحراء المغربية" أن المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بتطوان، قررت تعليق الدراسة، اليوم الثلاثاء، بالمؤسسات التعليمية خصوصا تلك المتواجدة بالمجال القروي بالإقليم، تفاديا للمخاطر الناجمة عن سوء أحوال الطقس، وكخطوة احترازية بسبب النشرة الإنذارية، التي أعلنت عنها مديرية الأرصاد الجوية. وأفادت السلطات المحلية لعمالة تطوان أن المدينة سجلت تساقطات مطرية مهمة، بلغت 100 ملم ما بين السابعة صباحا والرابعة بعد ظهر أمس الاثنين، مما أدى إلى ارتفاع منسوب بعض المجاري المائية، وتسجيل فيضانات بمجموعة من قنوات الصرف، نجمت عنها العديد من الخسائر المادية، ودون أن تخلف أي إصابات بشرية. وحسب السلطات، تم تسجيل تسرب مياه الأمطار لما يناهز 275 منزلا بمجموعة من أحياء المدينة، فيما جرفت التدفقات الفيضانية 11 سيارة خفيفة. وأضافت أن التساقطات الغزيرة أدت إلى الانهيار الجزئي للجدران الخارجية لبعض المؤسسات والمرافق، وغمر بعض المقاطع الطرقية بالمياه، مع ما رافق ذلك من اضطراب أو توقف لحركة السير بعدد من المحاور والمسارات الطرقية. وأكد المصدر ذاته، أنه جرت تعبئة كافة الموارد البشرية واللوجستيكية الضرورية، من أجل مواجهة هذه الوضعية الاستثنائية، والتخفيف من تأثير هذه الفيضانات، والحفاظ على سلامة وممتلكات المواطنين، والتدخل من أجل إعادة انسيابية حركة السير بالمحاور المقطوعة. وقامت عناصر الوقاية المدينةبتطوان بتدخلات ناجعة لإنقاذ المواطنين والممتلكات، إذ قامت بشفط المياه من داخل مجموعة من المباني كالمركز الصحي توتة، إلى جانب بنايات سكنية. كما تدخلت عناصر الوقاية المدنية، أيضا، لمواكبة خروج تلاميذ مدرسة ببكرة السبع، بعد أن حاصرتهم المياه، وقامت باستطلاع الوضع بمركز المعاقين، إضافة إلى إنقاذ شخص كان عالقا داخل سيارته بعدما حاصرته المياه بالطريق الدائري. وتوزعت آليات متنوعة للتدخل والإغاثة تابعة للوقاية المدنية على مجموعة من الأحياء التي شهدت فيضانات تحسبا لأي طارئ. وأكدت مصادر متطابقة أن حركة السير عادت صباح أمس الثلاثاء إلى طبيعتها بجل المحاور الطرقية، بعدما انخفض منسوب المياه، مشيرة إلى عناصر الوقاية المدنية، وباقي الشركاء، واصلوا عمليات شفط المياه من المناطق المغمورة. وأضافت المصادر أن المصالح المختصة شرعت أيضا في إزالة الأزبال والأتربة التي جرفتها معها السيول من الأزقة والشوارع، وأن الأمور بدأت تعود إلى طبيعتها، بعد يوم استثنائي عاشته المدينة. وعاينت "المغربية" على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الفيديوهات والصور التي توثق للسيول الجارفة وهي تغمر مجموعة من الأحياء والمنازل، وتجرف معها أيضا عددا من السيارات، فيما نجا مواطنون من الغرق، بعد تدخل مواطنين آخرين لإنقاذهم. وعبر بعض قاطني المدينة عن مدى الخوف والرعب الذي عاشوه خلال هذه الفيضانات الغير مسبوقة، والتي حولت عددا من أطراف المدينة إلى مسبح مائي كبير.