تتسم الوضعية الوبائية الحالية لانتشار فيروس كوفيد19 في المغرب بالانخفاض اليومي المستمر لعدد الإصابات المؤكدة، رغم ظهور طفرات متحورة للفيروس نفسه، وفقا لما أفاده البروفيسور أحمد عزيز بوصفيحة، اختصاصي التلقيح وأمراض المناعة، في تصريح ل"الصحراء المغربية". وعبر بوصفيحة عن وجود فرضية علمية تسير نحو تشكل مناعة جماعية طبيعية كافية وفعالة ضد الفيروسات الموجودة في المغرب، يرجح تشكلها بعد فترة الانتشار القوي للفيروس بعد رفع الحجر. وتشبه هذه الظاهرة بما لاحظه الباحثون في إحدى كبريات المدن الهندية حيث اكتشفوا توفر نسبة عالية من مضادات الأجسام عند السكان قبل اللقاح، يضيف بوصفيحة، الذي يشغل أستاذا في كلية الطب والصيدلة في الدارالبيضاء. وعلل الاختصاصي نفسه هذه المستجدات الوبائية في المغرب بتضافر عدة عوامل، ساهمت في استمرار انخفاض الإصابات بالفيروس، منذ عدة أسابيع، يندرج ضمنها فعالية الإجراءات الاحترازية، رغم خروقات عدد من الناس لها، وإغلاق الحدود والوقاية خلال النصف الأول من فترة ظهور الجائحة. وتبعا لذلك، ساهمت التدابير الاحترازية ضد كوفيد 19، في الحيلولة دون دخول وانتشار العدوى بفيروس الزكام والتهاب القصيبات الهوائية الدقيقة في المغرب. في مقابل ذلك، تتوقع التقديرات الطبية وجود أكثر من متحور لفيروس كوفيد19 في المغرب، حاليا، بالاستناد إلى هيجان الجائحة في أوروبا وظهور الفيروسات المتحورة بشكل لافت، ما يستدعي التشبث بالإجراءات الاحترازية إلى حين تعزيز المناعة داخل المجتمع المغربي من خلال تلقيح أكثر من 80 في المائة من السكان، وإلى حين هدوء الجائحة عند الدول المجاورة للمغرب. وفي هذا الصدد، يتوقع بوصفيحة أن يلد الفيروس الشائع حاليا في المغرب متحورا جديدا، في حالة عدم خفض انتشار الفيروس عن طريق اللجوء إلى التلقيح، وإن لم تدخل الفيروسات المتحورة بقوة إلى المغرب، إلا أنها تتسارع لاكتساح البشر، حاليا مع عمليات تطعيم الناس. وأكد بوصفيحة نجاعة اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد19، بدليل الانخفاض اليومي المطمئن لعدد الإصابات ولعدد المرضى داخل أقسام الإنعاش والموتى منذ بداية التلقيح، وهو ما قد يعزى إلى التلقيح الذي قد يكون بصدد تحقيق مقاومة لبداية موجة جديدة من الفيروس. وفي هذا السياق، شدد اختصاصي الأمراض المناعية على ضرورة الالتزام بالتدابير الاحترازية والرفع من الوتيرة الحالية المشرفة، باعتبارهما عاملين أساسيين للخروج الآمن من الجائحة في المغرب، ما يستدعي المساهمة المسؤولة للمواطن في المجهودات التي تبذلها الحكومة للتصدي للجائحة، يبرز بوصفيحة.