تواصل مصالح الإدارة الترابية بعمالات وأقاليم جهة مراكشآسفي الاستعدادات على قدم وساق من أجل المساهمة في إنجاح حملة التلقيح الوطنية ضد كوفيد 19، وذلك بعد وصول الدفعة الأولى من اللقاح ضد كوفيد 19 إلى الصيدلية الإقليمية التابعة لوزارة الصحة بمراكش من أجل تخزينه قبل توزيعه على المراكز التي خصصت لعملية التلقيح بعمالة مراكش وأقاليم الجهة. وتحت مراقبة أمنية مشددة وصلت مركبة محملة بجرعات اللقاح البريطاني استرازينيكا إلى الصيدلية الإقليمية على مستوى شارع الأمير مولاي عبد الله في المدة المطلوبة وفق شروط السلامة المعمول بها دوليا، حيث تم تخزين اللقاح في ظروف آمنة ومعايير دقيقة، قبل توزيعه على مختلف نقاط التلقيح على مستوى الأقاليم التابعة للجهة، تحسبا لإطلاق حملة تلقيح وطنية واسعة خلال الأسبوع الجاري. وتأتي عملية التلقيح الوطنية في إطار العناية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حرصا من جلالته على صحة وسلامة المواطنين، وتسعى إلى تحقيق مناعة جماعية وتستهدف المواطنين الذين تفوق أعمارهم 18 سنة وفقا لجدول وطني مكون من جرعتين. وفي هدا الإطار، أوضحت لمياء شاكيري المديرة الجهوية للصحة، السيدة لمياء شاكري، أن جهة مراكش توصلت بحصتها من اللقاح في ظروف جيدة، مشيرة إلى أن الأطر الصحية قامت بمراقبة حرارة الجرعات عند وصولها، قبل تخزينها بالغرفة الباردة وخزانات مجمدة تظهر حرارة الجرعات (زائد 2 و8 درجات). من جانبه، دعا الدكتور عبد الحكيم مستعد المندوب الإقليمي للصحة بعمالة مراكش، المواطنين إلى الانخراط بشكل كامل في الحملة الوطنية للتلقيح والالتزام بالبرامج المحدد والموعد المخصص للعملية لضمان نجاح حملة التلقيح الوطنية، التي تروم بلوغ مناعة جماعية ضد كوفيد-19 والعودة إلى الحياة الطبيعية في أقرب الآجال. وأوضح مستعيد أن المديرية الإقليمية للصحة بعمالة مراكش، عبئت وسخرت كل الإمكانيات والموارد المتوفرة، البشرية منها واللوجستيكية، لكي تمر مراحل وخطوات الحملة وفقا للانتظارات حتى تستجيب للأهداف المسطرة، والتي لا ترتبط فقط بخطوة التلقيح بعينها، وإنما تشمل نقل اللقاح من نقاط التجميع الجهوية ثم توزيعه وتخزينه وتسخيره بالجرعات الكافية لتلقيح المواطنين. وأوضح المسؤول الصحي أن الساكنة المستهدفة من عملية التلقيح ضد كوفيد 19 ، والبالغ عددها مليون و 13 ألف مواطن ومواطنة سيستفيدون من جرعتين على مدى ثلاث أسابيع، حيث سيجري القيام بأزيد من 2 مليون حقنة من اللقاح داخل هذه المحطات الصحية المخصصة للتلقيح ضد كوفيد 19 على مستوى عمالة مراكش. من جهة أخرى، عبرت مختلف فعاليات المجتمع المدني بالمدينة الحمراء عن استعدادها للانخراط والمساعدة في عملية التحسيس بأهمية التلقيح والقيام بالإرشادات الضرورية التي يحتاجها المواطنون لرفع تحدي كسب المعركة ضد الفيروس. وأصبح المواطن المراكشي يعي جيدا خطورة هذا الوباء، ويرى في التلقيح الوسيلة الأنجع للحد من انتشار الفيروس ويعبر عن انخراطه التام في هذه العملية التي سيعود من خلالها إلى حياته العادية التي افتقدها لمدة سنة تقريبا جراء هذا الوباء. وفي هذا الصدد، أكد عز الدين العطراوي فاعل جمعوي، أن التلقيح ضد فيروس كوفيد 19 سيكون فاتحة خير للرجوع إلى الحياة الطبيعية، لكن لابد من الحرص على الالتزام بالإجراءات والتدابير الاحترازية المعمول بها حتى تمر عملية التلقيح في أحسن الظروف. وأوضح العطراوي في حديثه ل"الصحراء المغربية" أن حملة التلقيح الوطنية محطة حاسمة في حرب المملكة ضد فيروس كورونا، والتي تتطلب اليوم انخراط كل فعاليات المجتمع وعلى رأسهم مهنيي القطاع الصحي للتغلب سريعا على الوباء والعودة سريعا إلى الحياة الطبيعية. وأشار إلى أن الالتزام بالتدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية أمرا ضروريا لتحقيق المناعة الجماعية ضد الفيروس، وكل واحد منا مطالبا بالانخراط الايجابي في هذا الرهان الوطني غير المسبوق.