جرى خلال تظاهرة، نظمت الأربعاء بقصر بلدية مراكش، التوقيع على اتفاقية شراكة بين المجلس الجماعي للمدينة والمؤسسة الوطنية للمتاحف، تم من خلالها وضع متحف جامع الفنا للتراث اللامادي رهن إشارة المؤسسة الوطنية للمتاحف لتعزيز البنية الثقافية والحضارية للمدينة الحمراء. وبموجب هذه الاتفاقية، التي تندرج في إطار العناية المولوية السامية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس لصيانة وتتمين الموروث التاريخي للمملكة عموما ولمدينة مراكش على وجه الخصوص، ستتولى المؤسسة الوطنية للمتاحف السهر على تجهيز المتحف وتدبير فضاءه وتنشيطه مع السعي نحو إغناء وتثمين التراث اللامادي. وتدخل هذه الاتفاقية في إطار النهوض بالتراث اللامادي والروحي والثقافي لهذه المدينة المصنفة منذ سنة 1985 من طرف منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم – اليونسكو- ضمن لائحة التراث العالمي، علاوة على تصنيف ساحة جامع الفناء سنة 2001 تراثا شفويا عالميا نظرا لما تختزله المدينة القديمة لمراكش من إرث تاريخي يساهم في تشكيل تراث حضاري وعمراني وثقافي ذا بعد إشعاعي متميز يعزز مكانتها كقطب سياحي عالمي. كما تدخل هذه الاتفاقية في سياق تفعيل مشاريع اتفاقية إطار المتعلقة بتنمية وتطوير مدينة مراكش "مراكش الحاضرة المتجددة" الموقعة أمام أنظار صاحب الجلالة الملك محمد السادس في يناير 2014 وخصوصا المادة منها التي تنص على إنجاز متحف التراث اللامادي كمكون من مكونات برنامج "مراكش الحاضرة المتجددة". وحسب مهدي قطبي رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، فإن من شأن إحداث هذا المتحف، الذي يعد مشروعا مجتمعيا، إغناء المدينة الحمراء الذائعة الصيت والمساهمة في استقطاب أكبر عدد من الزوار لاكتشاف ما تزخر به هذه المدينة من فن وثقافة. وأضاف قطبي أن هذا الفضاء التاريخي يأتي لاستكمال صرح متاحف من قبيل دار الباشا ودار السي سعيد، وأخرى خاصة تؤثث فضاءات الحاضرة الحمراء. وأشار رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف إلى أن المشروع يتسق مع الدينامية السياسية التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي جعلت الثقافة مناط الإستراتيجية التنموية للمملكة. من جانبه، قال محمد العربي بلقايد عمدة مدينة مراكش، إن هذا المتحف ما هو إلا تثمين وتعبير عن الرغبة في استحضار هذا التراث ومواصلة الجهود للحفاظ عليه كموروث ذو أبعاد محلية ووطنية وإنسانية، وذلك اقتداءا بما جاء في خطاب جلالة الملك محمد السادس، بمناسبة انعقاد الدورة الثالثة والعشرين للجنة التراث العالمي باليونسكو التي استضافتها مدينة مراكش بتاريخ 29 نونبر 1999، والذي أكد فيه جلالته على حماية هذا التراث بجميع أشكاله التعبيرية، وحمايته لتستفيد منه الأجيال القادمة. وأضاف بلقايد أن الحمولة الثقافية والتاريخية والإنسانية لساحة جامع الفناء، خصت هذا الفضاء بمكانة فريدة، ليس فقط بالنسبة للتراث الثقافي لمدينة مراكش، ولكن أيضا لرمزية المكان ومكوناته كتراث وطني وعالمي. وأكد أن تنمية وتدبير المشروع الذي يأتي في إطار مشروع "مراكش الحاضرة المتجددة"، موكول للمؤسسة الوطنية للمتاحف على اعتبار خبرتها ودرايتها في تدبير مشاريع ثقافية من هذا الحجم. وأوضح بلقايد أن إعلان تسجيل ساحة جامع الفناء تراثا شفويا للإنسانية سنة 2001، كان بمثابة شهادة على الاهتمام الذي يوليه المجتمع الدولي على مايتنزه هذا الفضاء من تراث، ونتيجة للمساهمة الدؤوبة التي قام بها العديد من المفكرين والأدباء المغاربة والأجانب لاستحضار تراث الساحة ضمن الفنون في المجال الأدبي، وبشكل أوسع في مجال الخيال المرتبط بالمدينة الحمراء. ويعد المشروع ثمرة شراكة بين ولاية جهة مراكش-آسفي وبلدية مراكش، وبنك المغرب والمؤسسة الوطنية للمتاحف، ويحظى بدعم الإسيسكو ومؤسسة نفيسة فارما 5.